العودة لـ«الصف الثاني»

عادل عصام الدين

TT

بعد أن كان المنتخب السعودي لكرة القدم محور اهتمام المشاركين في النهائيات السابقة كبطل، بات محور الحديث كضحية.

لا حديث في الدوحة إلا عن المنتخب السعودي بمستوياته السيئة، وأدائه الضعيف، وسقوطه العنيف، والخمسة التاريخية.

خسارتان موجعتان أمام سورية والأردن، لكن الثالثة كانت إحدى أكبر «الصدمات» في تاريخ كرة القدم السعودية، وأكبر المفاجآت في تاريخ كرة القدم الآسيوية. والكل يزعجك: «ماذا حدث لكم»؟!!!

سأتجاوز «هذه المرة» عن الأسباب التي أدت إلى هذا السقوط، فقد أشبعت الموضوع طرحا وكتبت الكثير عن الأسباب والحلول، وقد ركزت في السقوط الأخير على اللاعبين تحديدا، وخاصة فئة النجوم، لأنني أرى أن غياب الروح من أبرز أسباب هذا السقوط على هذا النحو، ولو حضر القتال لما وصلنا إلى هذا الانحدار.

لو قاتل لاعبونا أمام اليابان، بغض النظر عن الخلل وعدم الاستقرار والإصابات والتغييرات، لما خسرنا بهذه النتيجة الكارثية.

كنا ننتظر التعويض، وإذ بنا نصدم بسقوط فظيع، واكتساح ياباني عريض.

لا مجال لإعادة الحديث عن الأسباب.. ولا الحلول، لكنني أقول، وقد عاد فريقنا بعد هذه المشاركة إلى «الصف الثاني» ولم يكن مع الصف الأول: إن أخشى ما أخشاه أن نستمر في الصف الثاني.

أعرف أن المنتخب السعودي لا يزال بتاريخه أي «بإنجازاته» في الصف الأول مع الكبار، بل إنه لا يزال الأول، لكن لم يعد في الصف الأول بـ«التقييم» الفني منذ فترة ليست قصيرة.

كلما يأتي الكلام حول التصنيف أو التقويم «التقييم» من الجانب الفني قبل وأثناء البطولة تردد أسماء اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا.. ومن ثم إيران والصين وكوريا الشمالية.

لم يعد الفريق السعودي مع الأسف الشديد بنفس «الوزن»، لم يعد بنفس الهالة. لم يعد من فئة الـ«الوزن الثقيل»، وأخشى ما أخشاه أن يستمر فريقا من الفئة الأقل إن لم يتدارك الوضع.

سيمضي وقت طويل قبل أن يندمل الجرح، قبل أن ننسى هذه الخسائر المفجعة، فمن كان يتصور أننا سنخسر مرتين متتاليتين أمام سورية والأردن وهما فريقان من الصف الثاني في آسيا؟!

سيحضر الاتحاد السعودي لكرة القدم مدربا عالميا بعد أن اكتوى بنار الاستعانة باسم مغمور، سيحضر مدربا له تاريخ وقيمة، وسيحاول ألا يتدخل في شؤونه، بل إنني أرجو ألا يتدخل في شؤونه وأن يسعى للعقد الطويل.

كل ذلك قد يفعله الاتحاد السعودي الذي سيبدأ مرحلة جديدة بقيادة الأمير نواف بن فيصل.

ننتظر ونتوقع غربلة إدارية وفنية شاملة، ومع ذلك أقول إن هذه التغييرات المتوقعة ذات تأثير محدود، ووقتي.

كرة القدم السعودية بحاجة إلى «نهضة» وليس المنتخب وحده. منظومة كرة القدم بأكملها بحاجة إلى إعادة نظر، لا يجب أن نهتم بالمنتخب.. وننسى الأندية.

[email protected]