ليوناردو يحتاج إلى 3 تعديلات

أريغو ساكي

TT

لقد أصبحت بطولة دوري الدرجة الأولى الإيطالية أكثر إثارة للاهتمام حتى وإن كانت أقل لمعانا من ناحية اللعب. إن تعثر فريق الميلان، متصدر جدول الدوري، خلال الجولتين الأخيرتين سمح لكثير من الفرق بمواصلة الأحلام. من المعروف أن الفريق المرشح بقوة للحصول على درع هذه النسخة من البطولة هو الميلان؛ لأنه أولا، الفريق صاحب الأداء الأكثر إقناعا حتى اليوم، رغم النكسات الأخيرة التي تعرض لها. هذا بالإضافة إلى وجود اللاعب السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بين صفوف الفريق، وفي عالم كرة القدم الإيطالية بإمكان المهارات الفردية صنع الفارق أكثر من جودة اللعب. لقد استطاع أليغري، مدرب الفريق، وإدارة نادي الميلان إنجاز عمل كبير، حيث قاموا بتشكيل فريق ليس سهلا؛ مكون من مجموعة من اللاعبين متقدمين في العمر وآخرين في مرحلة التعافي بعد الإصابة (نيستا وغاتوزو وباتو)، فضلا عن الذين تعرضوا لسنوات من التراجع في المستوى (إبرا وروبينهو ورونالدينهو)، ولم يكن جميعهم يتلاءم مع المشروع الفني للفريق ولا مكملين لبعضهم البعض. إن الإجهاد الذي قد يتعرض له الميلان نتيجة المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا وتراجع مستوى اللاعبين الأكثر تقدما في السن هما فحسب السببان اللذان قد يثيران القلق على الفريق في مشواره المحلي.

وأعتقد أن المنافس الأكثر خطورة أمام الميلان هو فريق الإنتر الذي عاد من جديد عن طريق ليوناردو، مدرب الفريق، وربما في ظل وجود مبادئ فنية يتفوق على الميلان. لقد عاود الإنتر الآن فحسب، اكتشاف المحفزات المهمة واللياقة البدنية لمايكون وميليتو وموتا وكامبياسو الحقيقيين. ولو نجح ليوناردو في تحسين التواصل والانتقال والضغط في الفريق سيتمكن من الفوز بإمتاع في الكثير من المباريات. أما فريق نابولي بقيادة مدربه ماتزاري فلا يزال في طريقه لتنفيذ عمل كبير، فالجميع في نابولي يقدم أقصى ما لديه. ولكن لاعبي نابولي، من الناحية الفنية، لا يتفوقون على لاعبي الإنتر والميلان وروما رغم وجود أبطال رائعين في نابولي مثل كافاني وهامسيك ولافيتسي. غير أن ماتزاري قدم، في الواقع، عملا عظيما، حيث منح هذا الفريق كل موهبته وطاقاته التنافسية. على أي حال، حتى يتمكن هذا الفريق من معالجة العجز الفني الفردي يتعين عليه أن يقدم كرة جماعية بوعي كبير. تماما مثل يفعل فريق لاتسيو الذي يؤدي بروح عالية للفريق الواحد وبمهارة جيدة. ولكنه في الوقت ذاته لا يمتلك المعرفة الجماعية بالدرجة الكافية التي تجعله يعبر جسر الاختلاف الخططي مع الفرق الكبيرة.

إن فريق روما، الذي يمتلك قوة فنية فردية مشابهة للميلان، ليس بإمكانه الاستمرار في المحافظة على النتائج والأداء. أعتقد أن البيئة الرومانية وموقف النادي المالي وأنانية بعض لاعبي الفريق لا تساعد على إيجاد روح الفريق والحافز الجيد. أما اليوفي فهو يستعجل العودة الكبيرة. ولكن هذا الأمر يوقع العقوبة على الفريق دائما، رغم قدرات إدارة النادي ومهارة ديل نيري.