وماذا عن قطر والأردن؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

كل الآمال العربية اليوم معلقة على منتخبي قطر والأردن لبلوغ دور نصف النهائي لكأس أمم آسيا.. العنابي يتسلح بالثقة والجماهير والتاريخ، إذ إن نتائجه الماضية مع منتخب الساموراي تمنحه حق التفوق لكن الإمكانات والعطاء هما اللذان يحققان الفارق في منافسات كرة القدم وبالتالي على القطريين اليوم أن لا يركنوا إلى الجماهير ولا إلى التاريخ ولو أن الدعم الجماهيري الهائل يؤهل المنتخبات لما خرج الأخضر السعودي ذات يوم أمام كوريا الشمالية ثم البحرين في تصفيات كأس العالم ليكون الجرح كبيرا ومؤلما وعميقا في نفس المشجع لا اللاعب والمسؤول والإعلام؟!

لم أكن أتصور بصراحة أن يبلغ العنابي القطري هذا الدور لاعتبارات عديدة أبرزها شكله الفني قبل البطولة وإعداده غير اللائق على الصعيد المعنوي والبدني لكن انتفاضته في الجولة الثانية من البطولة أمام التنين الصيني غيرت مجرى كثير من الأمور خاصة ما يسمى بالروح المعنوية التي دائما ما تكون الفيصل إذا غابت الامكانات أو قل الأداء؟!

بالروح القتالية طوال 90 دقيقة وقليل من الانضباط الفني قد يكون هذا دافعا لتقديم نفسك بشكل جيد وحتى أكون واقعيا أكثر انظروا إلى المنتخب الأردني الرهيب بروح نجومه وعطاءاتهم في الملعب منذ الدقيقة الأولى وحتى صافرة الحكم.. هذا ما كنا نطالب به دائما إذ افتقدنا المدرب المناسب بالنسبة لأخضرنا السعودي!

نعم قد يكون المدرب متواضعا أو قليل الحيلة أو حتى فاشلا على الصعيد التكتيكي لكن اللاعبين يفترض أن يحضروا حتى يقدموا ما لديهم من إمكانات وروح وثابة قادرة على قلب الطاولة في وجه المنافس وفي وجه مدربهم أيضا إذا كان من عينات الذين يسمعون ويتركون الحبل على الغارب وهذا بصراحة لا يخص بيسيرو بل العشرات ممن تعاقدت معهم منتخباتنا وأنديتنا السعودية في السنوات الأخيرة حتى بلغ بنا الحال مبلغه!

أعود لقطر وأتمنى باعتباري مواطنا خليجيا أن تتفوق على نفسها وبالروح ستكون قادرة على منافسة اليابان التي وبلا شك لا يضاهيها أحد على الصعيد التكتيكي حتى وإن لم تقدم كل ما لديها في هذه البطولة!

ربما يذهب الفوز للعنابي إن أحسن مدربه التعامل مع إمكانات لاعبيه في مواجهة آلات تتحرك بالريموت كنترول.. اليابانيون بارعون في الانتشار والتمرير والاستلام وكل المهارات الفردية والجسدية لكن ذلك لا يعني أنهم لا يهزمون!

أما نشامى الأردن فالمباراة في رأيي ربما تكون أصعب عليهم لاعتبارات عدة أبرزها غياب العناصر المؤثرة أمثال أنس بن ياسين وحاتم عقل وعدي الصيفي فضلا عن التفوق الفني لأوزبكستان لكن دهاء العراقي عدنان حمد ربما يقلل من مساحة التأثير. أيضا مهارة حسن عبد الفتاح قد تقلل من هذا الغياب.. هذا اللاعب ماهر بلمساته وعقله وحماسه وانتشاره وكم أتمنى أن لا يغيب عن صفوف فرقنا السعودية!

[email protected]