(الإداري) قبل (المدرب) أحيانًا!

هيا الغامدي

TT

لا أتفق مع تلك الآراء التي ترى عدم جدوى تواجد مدير إداري أحيانا للفريق، فما بالك إذا كان الأمر يخص منتخب بلد وسمعة وطن وكرامة كرة قدم! فمن جهتي أرى بأن مهمة «المدير الإداري» أكبر وأكثر أهمية من تلك التي يتطلبها العمل على اختيار المدير الفني، فالإداري المتمكن والجيد هو من يتولى إدارة الأمور والشؤون الداخلية والخارجية للفريق بأكمله بحنكة وموضوعية ومرونة واتزان، ودائما ما تكون (المبالغة) وترجيح إحدى كفتي المعادلة العملية سببا في تعطيل قوة أي عمل إداري ومن ثم (التخريب) على باقي المنظومة العملية.

ليس شرطا أن تكون (قاسيا) لتنجح، وتبرز (عضلات وجهك) لتقنع الرأي العام ومن حولك بأن لك شخصية قيادية(قوية) تهيب ويُعمل لك ألف حساب، ليس شرطا أن تكون (متشددا) لكي تلزم منظومة العمل الذي تتولاه بالعمل وفق مقاييس دقة واحترام العمل الذي تؤدونه سوياً!

فمهمة الإداري الناجح تتطلب (التوازن) والموازنة في كافة الأمور التي يتطلبها العمل الإداري والربط بين كافة الأطراف انطلاقا من نقطة مركزية موحدة هي «الإدارة»، وهذا لا يعني التدخل في كل صغيرة وكبيرة وخاصة فيما يتعلق بالشؤون الفنية التي هي (شأن خاص) للمدير الفني، ولا مانع من مشورة يتطلبها الأمر متى رأى المدرب ذلك.

ليس شرطا أن يكون الإداري (لاعبا سابقا) فأكثر لاعبينا – مع احترامي لمواهبهم- والمعتزلين ما أن يودع الكرة إلا ويبدأ التفكير (بشكل عشوائي) في مصدر رزقه مع الكرة، أنا معكم بأن ذلك (باب رزق) ومصدر كسب لعنصر قد لا يمتلك غيره وحق مشروع، لكن الأمور لا تؤخذ بهذا الشكل من (العشوائية) بل يجب أن تأتي وفق (أهلية) وقواعد منطقية، ولا يجب أن تسير الأوضاع بهذا الشكل المغالط لذاته و(العشوائي)، فالمنصب الإداري يتطلب عمل و(تطوير للذات) والإمكانيات، والصقل والدراسة، فالإدارة «علم يدرس» ويتقن وتخصص يمارس وفق قواعد أساسية ومتطلبات لكي يصبح قادرا على الضبط و(الربط) والإقناع، وممارسة العمل المناط به بقدرة وكفاءة وإجادة وأهلية!!

(بمعنى)...أن مهمة المدير الإداري الجديد للمنتخب يجب أن تُختار بعناية فائقة وضمن متطلبات خاصة تجمع ما بين القدرة الإدارية العالية والكفاءة الذاتية والخبرة بالمنظومة الرياضية العملية والأكاديمية (لكن) وهو مهمة صعبة كان الله بعون من يتصدى لها، فالدراسة والمفاضلة والتأني و(التنقيح) مهام يتطلبها الاختيار، فمعظم المعضلات والإفرازات التي خلفتها نكساتنا مؤخرا أثبتت عدم قدرة الجهاز الإداري على ضبط الأوضاع ليس من خلال (التزمت) والحزم القاطع لحزم الأمور، ولكن من خلال الرؤية و(التروي) والتعاطي مع الجميع بلغة تفاهم (وسطية) لا تشدد ولا تفريط وتسيَب، فالمبالغة في الشيء تفقده أهميته ودوره، أعيدها مرارا يجب أن نتأنى في مسألة الاختيار لنضمن على الأقل (صيغة عمل) أكثر صفاء وشفافيةً!

ثلاث منتخبات عربية «قطر والأردن والعراق» تأهلت لمواجهة ثلاث منتخبات أخريات أشد وأقوى أظن -والله أعلم- بأن البطل أحدها، قلوبنا مع العرب خاصة قطر والأردن «الليلة»،(أوووه نسيت)....هاردلك لنا!.

[email protected]