ليس كرها للمصيبيح بل للهلال!

موفق النويصر

TT

ما زال بعض الإعلام الرياضي «المتعصب» يجد في فهد المصيبيح، وفريقه الإداري، فرصة سانحة للإساءة لنادي الهلال، على اعتبار انتمائه السابق قبل أن يتولى منصب مدير المنتخب الأول.

فهذا أحدهم كتب في إحدى الصحف ما نصه: «إنهاء علاقة الجهاز الإداري للمنتخب الوطني الأول جاء متأخرا كثيرا؛ إذ كان من المفترض أن يتم ذلك بعد الإخفاق الكبير في التأهل لكأس العالم التي أقيمت في جنوب أفريقيا 2010؛ حيث يعتبر الجهاز الإداري أحد الأسباب الرئيسية وراء تدهور الأخضر؛ نظرا للسياسة الجافة المتبعة من قبله، علاوة على ذلك فإن أعضاءه لا يتمتعون بالمرونة التي هي مطلب لتحقيق الوحدة بين اللاعبين بدلا من التفرقة بينهم، الأمر الذي كانت آثاره سلبية على الأداء العام للمنتخب، إلى جانب أن معظم اللاعبين كانوا ضحية التعصب الأعمى الذي حرمهم من شعار الأخضر من دون أسباب واضحة».

لا يخالجني شك في أن العمل الذي قام به المصيبيح طوال سنوات إشرافه على المنتخب الأول إداريا، كان فيه الكثير من النجاحات وشيء من الإخفاقات، وهذا أمر طبيعي، على اعتبار أننا بشر نصيب ونخطئ.

ولكن ما هو غير مقبول هو تحميل هذا الجهاز وحده مسؤولية الإخفاق، فالأكيد أن هناك أسبابا أخرى أكثر تأثيرا من الجانب الإداري، فهل كلف نفسه من يكيل التهم للمصيبيح وفريقه الإداري بسؤال لاعبي المنتخب عن مستوى التعامل معهم، وما إذا كانت هناك تفرقة بينهم، أم أنها مجرد أقاويل يتداولها «خفافيش الظلام» عبر المنتديات الإلكترونية، ويرددها بعض المنتسبين للوسط الرياضي؟

وهذا كاتب آخر لم يجد أمرا يتحدث عنه سوى مقدم عقود اللاعبين، وأنهم لا يستحقون المبالغ التي يتقاضونها، في حين أنه شخصيا انتقل من مطبوعته السابقة التي كان يكتب لها بعد أن تم إغراؤه بزيادة مبلغ المكافأة التي يتقاضاها حاليا، بالإضافة إلى مشاركته التلفزيونية، مبيحا لنفسه ما يريد أن يحرمه على الآخرين.

لهؤلاء جميعا أقول: إن الخلل الذي طال الرياضة السعودية ليس وليد بطولة آسيا، فهو حصيلة أخطاء متراكمة، بدأت باهتراء المنشآت الرياضية وعدم تجديدها، مرورا بتداخل المسابقات، وسوء الجهاز الفني، وضعف برامج الإعداد، وانقطاع اللاعبين عن مزاولة الكرة لأسابيع طويلة، وافتقاد الانسجام المطلوب بين اللاعبين، وانتهاء بضعف المخصصات المالية المقرة لكل ناد، وتأخر وصولها إليهم، إلى غير ذلك من المعوقات الأساسية.

ومن اطلع على تصريح عبد الله العذل، وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب للشؤون المالية، لصحيفة «عكاظ» يوم الخميس الماضي، يدرك أن الخلل كبير جدا. خلل يحتاج علاجه إلى إرادة سياسية عليا؛ إذ أكد أن الميزانية الحالية لرعاية الشباب غير كافية، ولا تسد مخصصات الأندية، ناهيك عن احتياجات اللجنة الأولمبية وبيوت الشباب، و31 اتحادا توزع عليها هذه المخصصات، مستشهدا بميزانية اتحاد كرة السلة البالغة 2.6 مليون ريال، وهي بالتأكيد غير كافية لتطوير اللعبة والنهوض بها.

لذلك أقول للراجمين بالغيب على أسباب تدهور الرياضة السعودية: ابحثوا عن الأسباب الحقيقية، وتخلوا عن التعصب الأعمى، الذي جعلنا نراوح مكاننا من دون حراك، بينما انطلق الآخرون إلى مواقع أفضل.

[email protected]