آسيا.. من دوحة قطر

عبد الرزاق أبو داود

TT

انتهت أول من أمس مرحلة الدور الـ16 في نهائيات بطولة كأس آسيا لكرة القدم.. وخرجت معظم منتخبات الدول الخليجية العربية، وفي مقدمتها المنتخب السعودي بكل تاريخه الآسيوي الحافل.. وكذلك فعل منتخب الكويت - بطل الخليج وغرب آسيا - إضافة إلى المنتخب الكوري الشمالي النمطي في أدائه.. ومنتخب الهند المتخلف عن الركب الكروي الآسيوي، على الرغم من مكانة الهند الاقتصادية والسياسية والسكانية الكبيرة، ليس على مستوى آسيا وإنما العالم كذلك.. وهو وضع غريب في بلد المليار نسمة.. وكذلك الحال بالنسبة لمنتخب الصين.. العملاق العالمي.. وهو منتخب لازمه سوء الطالع وصعوبة التغلب على منافسين أقوياء متطورين باستمرار.. وكانت المفاجأة الأساسية التي أدهشت كثيرا من المراقبين والمتابعين في دور الـ16، هو النتائج الهزيلة جدا للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم الذي خسر لأول مرة في تاريخه الآسيوي - على ما نذكر - كل مبارياته الثلاث في دور الـ16.. ولم يحصل على أي نقطة.. سواء مع الراحل إلى بلاده - البرتغالي - بيسيرو الذي قاد المنتخب في مباراته الأولى أمام منتخب سورية المتجدد.. والذي كان يمكن أن يتقدم بدوره إلى دور الثمانية لولا أخطاء حارس مرماه القاتلة.. أو حتى مع المدرب السعودي ناصر الجوهر الذي قاد المنتخب السعودي أمام كل من الأردن واليابان ولم يوفق على الإطلاق كسابقه بيسيرو.. وكانت المحصلة النهائية واحدة.. فلا فرق على الإطلاق.. ولم يجد التغيير شيئا يذكر.. سجل المنتخب السعودي هدفا يتيما في مرمى سورية.. وعاد بخفي حنين وسط أسى وغضب وحسرة الجماهير السعودية المتابعة والمتعطشة للإنجازات الدولية؟! بينما خرجت الكويت المنتشية ببطولتي الخليج وغرب آسيا بنفس النتائج الهزيلة.. وكان مستوى منتخب الإمارات بين بين.. بينما نجح العرب الآخرون، ممثلين في منتخبات قطر المستضيفة، والعراق بطل النسخة الأخيرة من البطولة الآسيوية، والأردن المناضل والمتطور، والمنتخب الأسترالي القوي بدنيا ولياقيا وتنظيميا، نجح كل هؤلاء في الوصول إلى دور الثمانية بجدارة واستحقاق وفق تقديراتنا الشخصية.

مستوى الدورة الآسيوية الخامسة عشرة حتى الآن، ووفق معايير موضوعية، لم يرق إلى المطلوب أو المأمول فنيا وجماهيريا في معظم المباريات.. وإن كانت مباراة إيران والعراق قوية ومثيرة إلى حد كبير وفق متابعتنا.. وكذلك الأمر هو في مباريات كل من قطر والكويت والأردن وسورية والإمارات والعراق والبحرين وأستراليا.

* لافتة: عندما يجد بعض «المحبطين».. متنفسا عبر اللغو في بعض الفضائيات أو من خلال الثرثرة الصحفية وهم يعتقدون أن من الضروري اهتبال الفرص للظهور والتبجح بهتانا على الآخرين من أبناء هذا الوطن الطيب، وذلك باستغلال ظروف خروج المنتخب السعودي لكرة القدم.. وادعاء البطولات الكلامية ومحاولة ارتداء مسوح الأبطال - فإن على المرء أن يتمسك برصانته وهدوئه.. فالحقائق جلية ولا يمكن أن يحجبها غربال بعض الانتهازيين. ورحم الله أيام زمان وكيف كان وضع مثل هؤلاء.. لسنا هنا في وارد الرد على هؤلاء، ولكنا فقط نذكرهم بأننا قادرون على كشف كل الحقائق في الوقت وبالطريقة الملائمة..؟!ش