خسرت قطر مباراتها الحاسمة أمس أمام اليابان في ربع نهائي كأس أمم آسيا في الثواني الأخيرة من المواجهة ، رغم أنها كانت تلعب بزيادة لاعب منذ الدقيقة 62 من عمر المباراة بعد طرد مايا يوشيدا أحد أبرز لاعبي الفريق .. ما حدث أمس هو في رأيي انتصار لكرة القدم الجميلة مع كل الاحترام لمنتخب قطر وجماهيره !.
نعم كرة القدم ليست لعبة عواطف أو مجرد مشاعر .. إنها علم وأساسيات ونظام كامل .. لم يتحطم الفريق الياباني وهو يخسر أحد أبرز ركائزه الأساسية في المباراة ، لأن نجومه الكبار تعودوا وتشربوا النظام الفني المفروض عليهم ، ليس بالطبع من المدير الفني الإيطالي زاكيروني ، بل من اتحادهم الكروي العريق والمؤسس علميا بالحقيقة لا مجرد « ترديد الكلام » !.
المباراة أمس في تصوري الشخصي كانت بين العقل والقلب .. العقل كان يمثله المنطق الياباني حيث التأسيس الصحيح والمنهج الفني المدروس بعقلانية ، ليس قبل البطولة بأيام أو أشهر أو سنوات بل منذ عقود !!.
اليابانيون خططوا لهذه الحالة التي يعيشونها في منتصف الثمانينات .. لديهم برنامج واضح ومعلن وخطط علمية مدروسة .. هذه الخطط حينما تبحث عنها تجدها على أرض الواقع ، وحتى تتأكدون من ذلك عليكم بزيارة مقر الاتحاد والاندية وملاعب التدريب وأماكن احتضان المنافسات .. إنها صناعة كرة القدم الحقيقية ؟!.
قلت إن مباراة الأمس كانت بين العقل والقلب ، أما الأخير فكان يمثله الفريق القطري ، حيث كانت كل مشاعر الخليجيين قبل القطريين يؤملون فوزه وانتصاره .. هو أمر طبيعي فمنتخبهم منتخبنا ، والحال ذاته لكل منتخب حاضر في المنطقة ، لكن العقل المبرمج هزم القلب الذي لا يزال رهين الإمكانات المحدودة!.
لا أتحدث هنا عن ميزانيات أو منشآت رياضية أو تنظيم لا مثيل له في عاصمة الرياضة الدوحة بل عن إمكانات بشرية .. قطر بحاجة لنجوم كبيرة بحجم ما يصرف عليها وأعتقد أنها بحاجة لتأسيس ذلك قبل 2022 .. في ذلك العام يجب أن يكون التخطيط ليس لمجرد التنظيم بل للمنافسة ، ولما لا فما دام أن هناك عقولا تنظم وتنجح ، فمن الطبيعي أن تكون هناك عقولا تسعى لاكتشاف المواهب وإبرازها وصقلها ورعايتها حتى العام الموعود !.
هل تعلمون أن في اليابان خطة تتمحور حول الطموح في الفوز بكأس العالم عام 2050 !!.. إنهم يخططون ويفكرون دائما وحينما يسقطون مرة أو مرتين يعالجون اخطائهم سريعا .. لماذا لا نكون مثلهم حتى ننافسهم ؟ .. ماذا ينقصنا في كرة القدم السعودية ؟.. لدينا المال والمواهب والبنى التحتية التي هي بحاجة للصرف الصحيح والرعاية والتطوير .. لا ينقصنا سوى المبادرة وهذه المبادرة لا يملكها الآن سوى أمير الشباب نواف بن فيصل بن فهد !!.