خروج العرب .. لا يصح إلا الصحيح ؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

لم يتأخر منتخب العراق أمس عن تلبية نداء أشقائه العرب ، حينما خرج من البطولة رغم أنه حامل للقبها الأخير، وفي رأيي أن خروجه أمس كان محزنا ، لأنه كان الأقرب إلى الفوز في لحظات كثيرة من مجريات المباراة، لكن الكرة عودتنا دائما أن الفائز ليس بمن حاز الفرص وإنما بمن أحرز الأهداف، وهو ما فعلته أستراليا التي استثمرت كرة مرتدة وسط سيل من الهجمات العراقية الخطرة.

لو كان للأمنيات دور في من يتأهل إلى النصف النهائي لتمنى كاتب هذه السطور حضور 4 منتخبات عربية، بيد أن الواقع دائما ما يفرض نفسه ليس بالصدف أو العمل العشوائي، وإنما بالعمل الجاد والرغبة في تحقيق الانتصار!.

صحيح أن منتخب العراق أمس كان الأفضل على الأقل بالنسبة لي ولغيري من المحللين ، لكن الأستراليين كانوا واقعيين في تعاملهم مع مجريات المباراة ، فالمدرب الألماني أوسييك تعامل مع أحداث اللقاء بمنطقية جدا فلم يبادر بالهجوم وهو يشاهد الروح العالية والهجمات المتتالية على مرماه ليخرج في النهاية منتصرا بهدف وبمذاق 10 أهداف لا واحد !.

الخروج العربي أكد أن المنتخبات العربية تعمل وفق ظروف وقتية لا خطط بعيدة المدى ، ولولا الروح التي تميز «منتخب العراق» لربما كان من الغائبين ليس في هذه البطولة فحسب ، وإنما حتى في البطولة السابقة التي جرت عام 2007 وفاز بلقبها، لكنها العزيمة والرغبة في إبراز الكرة العراقية من قبل نجوم نشأوا مع بعضهم منذ بداية الألفية الحالية .

أمام المنتخبات العربية التي خرجت تباعا في «آسيا الدوحة» فرصة كبيرة للتعلم والاستفادة من الأخطاء التي أرتكبت طيلة السنوات الأخيرة .. إنها دروس وعبر وليس من العيب أبدا أن تخسر لأنه لم يخلق بعد الفريق الذي لا يهزم في أي مكان في العالم!.

أتمنى من كل الاتحادات العربية الآسيوية أن تعالج أوضاعها ، وتدرس أسباب السقوط في البطولة الحالية.. تصفيات كأس العالم 2014 باتت على الأبواب ، ولم يبق الإ أشهر معدودة حتى تدور رحاها ، وبالتالي من الواجب العمل من الآن لإعداد المنتخبات ببرامج قوية ولائقة بالحدث المونديالي !.

ربما لن تُحمل الجماهير أو وسائل الإعلام أو حتى بعض الاتحادات العربية أي مسؤوليات تجاه منتخباتها إن لم تحقق أهدافها في بلوغ كأس العالم المقبلة، لكن بعض المنتخبات وخاصة السعودية والعراق والإمارات وقطر سيكون على عاتقها الكثير والكثير من الضغوطات لذا عليها أن تبادر من الآن لتجهيز منتخباتها!.

كثيرون يرددون أنه من المبكر الحديث عن تصفيات كأس العالم 2014 المقبلة، لكنهم ينسون أن التجهيز والإعداد ومواجهة المنتخبات الكبرى على مستوى العالم بحاجة إلى مزيد من الترتيب والاهتمام .. إنها مرحلة صعبة وحساسة وخطرة للمنتخبات الطموحة؟!.