نواف و«الأرامكيون»!

مسلي آل معمر

TT

غالبية المتابعين للرياضة السعودية يرون أن الأمير نواف بن فيصل أمام تحد كبير، فالعمل على إنعاش الوضع الرياضي يحتاج إلى عمل متواصل وخطط دقيقة تنفذ على أرض الواقع، أما أنا فأضيف إلى ذلك: التغيير من المفترض أن يكون جذريا في المؤسسة الرياضية، ففي مثل هذه الحالات وعندما تسير مؤسسة ما على رتم معين منذ نحو عشرين عاما لينتج عن ذلك تراجع في الأداء، هنا يحتاج الوضع إلى ما يسمى بالقيادة التحويلية في علم الإدارة، حيث يتم التغيير الكامل في ثقافة عمل الإدارات وروتين العمل، كما يجب أن يكون لدى الأفراد العاملين إيمان كامل بأهمية التغيير وأن يكونوا متناغمين مع القائد.

التغيير يشمل ثقافة المنظومة، الأفراد، آلية العمل، اللوائح والضوابط، فلنفرض مثلا أن مسؤولا كبيرا في المنظومة يطلب منه متابعة عمل تخصيص الأندية وهو لا يؤمن بهذا الإجراء.. هل سينجز العمل؟ منظومة لا يسير موظفوها على لوائح ويجد هؤلاء الموظفون الاتهامات تطالهم من المتعاملين معهم، هذه الاتهامات حول كفاءتهم وإنصافهم وأحيانا أمانتهم، كيف سيخلصون وينجزون؟

يضاف إلى ذلك لوائح وضوابط مضى على بعضها نحو عشرين عاما دون تحديث (كلائحة إدارات الأندية)، حيث سنت هذه اللائحة حينما كانت ميزانية كل ناد لا تتجاوز المليوني ريال، ولا تزال مستمرة حتى الآن لتساوي بين عضو الشرف الذي يدفع عشرات الملايين ولاعب هاو في لعبة فردية من حيث أحقية التصويت والتأثير، كذلك تنظيم العلاقة بين رعاية الشباب والأندية لا يزال غير واضح، فهناك أربعة أندية دخلها السنوي أصبح يتجاوز المائتي مليون ورغم ذلك لا تفرض رعاية الشباب رقابة على صرف تلك المدخولات، فهذه الأندية لا تزال أملاكا حكومية، ووصولها إلى نقطة تحقيق الأرباح يرفع من قيمتها عند طرحها للخصخصة، لذا من المفترض أن تكون الحكومة ممثلة برعاية الشباب أكثر حرصا على مراقبة الأندية، بل يجب أن تستحدث إدارة تحت مسمى إدارة المتابعة والرقابة المالية على الأندية.

أما على مستوى الأفراد فالحديث يطول لكنني أتمنى من الأمير نواف أن يستفيد من القدرات التي لم تتح لها الفرصة، وبالذات «الأرامكيون» كما وصفهم صاحب القلم الأنيق عبد الله المغلوث، وأقصد هنا اللاعبين السابقين الذين جمعوا بين العلم وتجربة العمل في بيئة عمل كبيئة «أرامكو»، أمثال المهندس محمد المغلوث، والمهندس عبد الحليم عمر، وفيصل البدين ولؤي السبيعي وكل هؤلاء دوليون سابقون، وعندما أقول «الأرامكيون» فأنا لا أعني شخصا لا يميزه سوى تجربة الملاعب، بل هو أيضا متسلح بالعلم والتدريب وتجربة العمل الإداري والنشأة في بيئة عمل منتجة، أما الميزة التي قد يراها غيري في هذه الأسماء ميزة لا تضاهى، فهي أنه ليس فيهم من ينتمي لا للنصر ولا للهلال!