رسالة ليست للأمير..!

منيف الحربي

TT

خلال ما يقارب خمسة أيام قرأت أكثر من عشرين مقالة (من دون مبالغة) كلها كانت تحمل اسم الأمير نواف بن فيصل في عناوينها، وتتضمن بشكل أو بآخر رسالة للرئيس العام أو نصائح ومقترحات. ولا غرابة أن يكون الرجل عنوانا لصحيفة أو عمود، فهو قبل كل شيء عنوان عريض لمرحلة مفصلية مهمة.. أيضا لا غرابة أن توجه له رسائل تحمل التطلعات والدعوات، لكن الغريب أن «معظم» تلك العناوين جاء تحتها كلام مكرر أثق في أن أصغر مشجع يعرفه، ما بالك بالمسؤول الذي قضى سنوات طويلة داخل المؤسسة وعرف تفاصيل دهاليزها وآفاق طموحاتها وإمكاناتها؟

سأركب موجة الرسائل، لكني أوجهها لغير الأمير، فالوسط الرياضي بشرائحه كافة يعاني من معضلة كبرى وهي «عدم صفاء النوايا»، لدرجة أنك لا تعرف من يتحدث بصدق ومن يريد الاصطياد في الماء العكر.. المهاجمون يتدثرون بشعار الوطنية ويزعمون الغيرة على سمعتنا، ومن يبادلونهم الهجوم يحملون الشعار ذاته ويرددون الذريعة نفسها.

معظم الخطط تعتمد في نجاحها أو فشلها على البيئة، والبيئة الكروية «تحديدا» تتأثر كثيرا بما تصدّره «إدارات الأندية ومنابر الإعلام»، وللأسف الشديد، فإن واقعهما قاتم؛ فالإدارات لاهية بدغدغة عواطف المدرج، وغافلة تماما عن مسؤولياتها الضخمة تجاه تطوير عملها ومساعدة الجهات المسؤولة بالتفاهم حول تشخيص العقبات وسبل معالجتها. أما الإعلام، فمعظمه منغمس في جزئيات صغيرة وحروب رمادية ومناوشات فارغة وشتائم ضحلة، وما دامت إدارات الأندية والإعلام على هذا المسار، فسنظل ندور في حلقة مفرغة ونلقي باللوم على الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

أرجو أن يكون المعنى واضحا، فأنا لا أبرئ اتحاد كرة القدم من الإخفاق، بل هو أول من يتحمل مسؤوليته، لكني أتحدث عن إيجاد بيئة كروية واعية تستوعب أي مشروع تطوير وتساهم في نجاحه. وقبل أن أنسى، فالمقالات الصحافية التي تحدثت عنها في السطور الأولى حمل بعضها أفكارا متميزة تستحق التقدير.

لو قام كل مهتم بالرياضة بتوجيه رسالة لنفسه يسألها بصدق: هل قام بدوره المفترض (حسب موقعه ومهمته) بإخلاص نية وصفاء نفس؟ لو فعل لتوصلنا إلى إجابات لاذعة، لكنها طبيعة البشر.. يقول جورج كارلين: هل لاحظت أن كل من يقود سيارته أبطأ منك فهو أخرق، وأن كل من يقودها أسرع متهور؟!!

في الشارع الرياضي كلنا نتوجه للآخرين بالنصح أو الشتائم، وننسى أننا مثلهم نرتكب المخالفات نفسها ونساهم في اختناق الطريق وتشويهه، على الأقل لنستجب لنصيحة حسين عبد الرضا في سوق المقاصيص وهو يردد: «صفوا النية يا جماعة»!!