روما لم تبن في يوم واحد..؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

في سنوات مضت، كان الأخضر السعودي ركنا ثابتا في المباراة النهائية لكأس الأمم الآسيوية .. كنا إما أبطالا أو وصفاء للبطل، لكن الحال تغير هذه المرة بخروجنا المبكر من الدور الأول، وهي الطريقة ذاتها التي عانيناها عام 2004، بيد أن ذلك العام لم تكن النتائج والمستويات سيئتين بالدرجة التي ظهرنا عليها في عام 2011 الحالي!!

يقولون دائما إن الناجحين هم من يتعلمون من الدروس السيئة، ولعل ما حدث في الدوحة «خيرة» للكرة السعودية وبداية لمرحلة مختلفة تماما عن كل المراحل السابقة!

لا أريد أن أخوض في تفاصيل مشاكلنا الداخلية على صعيد كرة القدم، فالواقع يقول إنها كثيرة، لكنني هنا سأتحدث عن صراع الأقوياء الذي سنشاهده اليوم بين كوريا الجنوبية واليابان.. لا أدري، أجد نفسي أكثر ميلا لليابان على اعتبار أنها النموذج الأقوى لكل عشاق الكرة في آسيا .. لا هي ليست نموذجا في كرة القدم بل في كل شيء .. بلد دمر بشكل كامل قبل نحو 70 عاما لكنه نهض بالعلم والتخطيط والنظام والعزيمة!

يقول المثل الياباني «روما لم تبن في يوم واحد».. هو يشير إلى ضرورة العمل الجاد والإصرار على مواصلة تحقيق الهدف، وبمعنى ستصل إلى ما تريد، فالاستعجال أو السعي لنتائج وقتية قد لا تفيدك بل تضرك، وأظن بل أجزم بأن هذا المثل هو سياسة الاتحاد الياباني لكرة القدم بدليل أنه يخطط للفوز بكأس العالم عام 2050!

هذا الهدف البعيد أعلن عنه اليابانيون قبل نحو 4 سنوات، أي عام 2007، ويعني أنهم يخططون لتحقيق منجز كبير بعد 43 عاما، في الوقت الذي أتذكر أن مسؤولا سعوديا كبيرا قال في عام 1999 إنهم يخططون لبلوغ النصف النهائي لكأس العالم أو الظفر باللقب المونديالي، لتكون النتيجة في النهاية سقوط مريع في مونديال 2002 وخروج مر من التصفيات المؤهلة الآسيوية لكأس العالم 2010 التي كان يردد أنهم سيفوزون بلقبها .. وهنا فارق التخطيط بيننا وبينهم!

في تقديري أن الكرتين الكورية الجنوبية واليابانية تستحقان المتابعة والدراسة .. وهذا المديح ليس لأنهما بلغا نصف نهائي آسيا، بيد أن ذلك يعود إلى النتائج الإيجابية بشكل عام التي تحققها الكرتان في البطولات كافة!

يقول المدربان تشو كوانج وزاكيروني، أمس، في المؤتمر الصحافي إن المنتخبين الكوري الجنوبي والياباني يتشابهان في كل شيء.. نعم صدقا في ذلك، هما متقاربان ومتناغمان ويقدمان كرة ممتعة على الصعيد الفني حتى إن مهارات نجومهما تبدو لافتة وغير مبالغ فيها كما نشاهد نجومنا!

حتى تدركوا أن البلدين يعملان معا لتطوير كرتيهما، أشير هنا إلى أنهما عقدا اتفاقية منذ مطلع التسعينات على أن يلتقيا مرتين في العام وديا .. واحدة في طوكيو والأخرى في سيول .. غير اتفاقهما على اللعب مع أفضل 30 منتخبا في العالم لا مع أنغولا والغابون وتوغو والكونغو وأوغندا !!!!.. مع كل الاحترام لهذه المنتخبات ..؟!

[email protected]