دفاعا عن ياسر!

أحمد صادق دياب

TT

انتهينا من كأس الأمم الآسيوية، وانتهى المولد مبكرا بالنسبة إلينا، ورغم مرارة الألم الذي عصر قلوبنا، فإنني ألمح بريقا من الأمل في نوع جديد من التعامل الإعلامي الإيجابي مع المعطيات الرياضية. فأمانة، كان معظم الطرح الإعلامي منطقيا وقادرا على امتصاص الغضب الكبير الذي صدم الشارع السعودي، وتعامل بكل احترافية مع الواقع الذي تحتاج إليه المرحلة القادمة.

تحية خالصة لهذا الالتفاف الجميل من قبل إعلام مؤثر وكبير، عرف مسؤولياته وعاشها بواقعية، ومنذ اليوم الثاني للصدمة كان التفاعل أكثر عقلانية وغلب المنطق على العاطفة، وهي مهمة ليست سهلة ولكن إعلامنا المسؤول كان قدوة في تحمل مسؤوليته بكل اقتدار.

لا أعتقد أننا يجب أن نقسو على لاعبينا إلى هذه الدرجة، التي يمارسها الشارع الرياضي في هذه الأيام، فأينما تذهب يصدمك سؤال دائم: ما الذي حدث في الدوحة؟! اللاعبون مدللون كثيرا! أعرف أن هذا التساؤل من باب المحبة والشغف بالمنتخب السعودي الكبير رغم كل شيء، ولكن من المفترض الآن أن نعرف أن لاعبينا يحملون الوطن في قلوبهم، وما حدث كان أكبر من تصورهم، فقد كانوا في قلب الحدث، وعاشوا لحظات الألم الكبير، فالمسألة ليست قلة حماس أو عدم ثقة، فمن يلبس شعار الأخضر لا يمكن أن يبخل بجهده وعرقه ودمه إذا ما استدعى الأمر، ما حدث كان سوءا في التنظيم الفني والإعداد البدني والنفسي، ولا يجب علينا أن نحكم على جيل كامل من اللاعبين بهذه القسوة، وبعضهم ما زال على أول الطريق نحو خدمة الوطن.

ويبدو أن كابتن المنتخب السعودي ياسر القحطاني كان الأكثر نصيبا من النقد والسخط الجماهيري وقلة من الأقلام، وأنا أشهد الله، وقد كنت قريبا من اللاعبين، أن هذا النجم كان الأكثر تأثرا، وألما.. شاهدته وتحدثت معه وشعرت بأنه، حتى ونحن في مطار الدوحة، لا يصدق ما حدث. ليس هذا دفاعا عن ياسر، لكنه كلمة حق أردت أن أوضحها للكثيرين الذين تحدثوا عنه بكل سلبية، وزادوا في ألم هذا النجم الكبير الذي يحتاج منا إلى أن نقف خلفه وليس ضده من أجل أن يعود ياسر الذي نعرف، ومن أجل أن يعود منتخبنا إلى موقعه الطبيعي على قمة آسيا.

البطولة الخامسة عشرة ذهبت بالنسبة إلينا، ولا يمكن أن نعيد عقارب الزمن إلى البداية، ولكننا يجب أن نستفيد من أخطائنا لنصحح مسارنا المستقبلي.

ليس ياسر فقط من يحتاج منا إلى أن نقف معه، ولكن دعونا أيها الأعزاء أبناء هذا الوطن نلتف من جديد حول نجومنا ونحضنهم بالحب ونعيد لهم ثقتهم في أنفسهم، فهم خلاصة هذا الجيل من الرياضيين، ولا يجب أن نخسرهم في مرحلة البناء الجديدة التي يقودها الأمير الشاب نواف بن فيصل.