مع أن الكثيرين كانوا ينتظرون مباراة كوريا الجنوبية واليابان في دور الأربعة في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم أكثر من مباراة أستراليا وأوزبكستان، لأنها تجمع أفضل فريقين في القارة، فإنني أعتقد أن الأغلبية كانوا يفضلون أن يكون دور الأربعة بين كوريا وأستراليا واليابان وأوزبكستان مثلا لاختلاف الأساليب، ذلك أن ثمة تشابها كبيرا في الأسلوب بين اليابان وكوريا الجنوبية، وتشابها بين أستراليا وأوزبكستان وإن كانت الأولى تتميز بالقوة أكثر، بينما تتميز الثانية بالتنظيم والجاذبية أكثر. كنا نتمنى أن يكون النهائي بين اليابان وكوريا الجنوبية.
وبمناسبة الحديث عن نهائيات آسيا، لفت نظري ما نشرته الصفحات الرياضية في جريدة «الراية» القطرية حول أكثر المنتخبات العربية المشاركة ركضا في النهائيات وقد جاء الفريق الأردني في المقدمة بمعدل 109 كيلومترات في المباراة وجاء العراق ثانيا، فالسعودية وسورية والبحرين والإمارات وقطر وأخيرا الكويت بمعدل 94 كيلومترا في المباراة وهذا يعني أن ثمة فارقا كبيرا بين الأول والأخير، ويبدو واضحا أن اللاعب العربي لا يجري أو يركض كثيرا في المباراة الواحدة، وأعترف في ذات الوقت بأنني لا أملك معلومة حول معدلات الفرق الآسيوية الأخرى، بيد أنني أستطيع أن أؤكد عطفا على ترتيب الفرق العربية، أن الركض وحده لا يعني الأفضلية، فالفريق السعودي الذي احتل المركز الثالث خسر في كل مبارياته، بمعنى أن لاعبيه كانوا يركضون أكثر من غيرهم، لكنهم فشلوا في الاستفادة من الركض أو حتى الاستحواذ على الكرة.
وأبقى في نفس النهائيات وأضيف ملاحظة أخرى، حيث تبين لي قلة عدد الأهداف التي سجلها هدافو البطولة وأن ثمة تناقصا في كم الأهداف من بطولة إلى أخرى.
الإيراني علي دائي الذي سجل 14 هدفا في نهائيات آسيا استطاع أن يسجل 8 أهداف في نهائيات 96.. ومن ثم جاء الهداف لي دونغ برصيد 6 أهداف عام 2000.. ثم علاء حبيل وعلي كريمي برصيد 5 أهداف فقط عام 2004، وفي البطولة السابقة حضر ياسر القحطاني ويونس محمود وتاكاهارا برصيد 4 أهداف فقط ولم نشاهد في البطولة الحالية الهداف المميز المتفوق.
وأختم بالقول إن هذه البطولة كما قلت قبل أيام، تميزت بحضور الفرق أكثر من حضور النجوم وإن كنت لا أنفي أن بعض الأسماء لفتت الانتباه بعد أن قدمت عروضا باهرة، أمثال جي سونغ وجيباروف وأحمدوف وعدي الصيفي وحسن عبد الفتاح وتيم كاهيل وكاجاوا وهاسبي وهوندا وكيو جا تشول هداف منتخب كوريا في هذه البطولة.