منتخب السعودية في «كوبا أميركا»!

عبد العزيز الغيامة

TT

قبل نحو 5 سنوات اقترحت على اتحاد الكرة السعودي طلب المشاركة في بطولة «كوبا أميركا»، إحدى أعرق بطولات الكرة في العالم، وكان سر الاقتراح في تلك الفترة أني رأيت المنتخب الياباني لكرة القدم يشارك فيها رغم أن لا علاقة له بالقارة اللاتينية!

ما الذي يمنعنا من المشاركة في هذه البطولة إن وافق مسؤولوها؟ حينما ذهب منتخب الساموراي الأزرق إلى هناك كان يريد الاحتكاك والتجربة والتعلم، وأعتقد أننا في حاجة لمثل هذه الاحتكاكات والتجارب مع منتخبات قوية.. منتخبات تلعب بمهارة وبأسلوب راق، وأيضا منتخبات تلعب بعنف كبير.. هي قارة واحدة، لكن أساليب اللعب فيها متنوعة رغم أن الجين المهاري مطبوع في كل منتخب.

ربما يقول أحدهم إن الاتحاد الياباني لكرة القدم دفع مبالغ طائلة للمشاركة في مثل هذه البطولة وسأرد عليه: وما الضير في أن ندفع الملايين؟ لقد دفع مسؤولو المنتخب السعودي نحو 500 ألف ريال سعودي من أجل اللعب وديا مع منتخب توغو، الذي أثيرت حوله الشبهات بشأن فريقه الأساسي، وأن منتخبا مزيفا لعب مكانه في بعض دول الخليج.

إذا كانت مباراة على شاكلة توغو اضطرت مسؤولي الأخضر السعودي إلى دفع نصف مليون ريال، فلماذا لا ندفع 5 ملايين ريال من أجل المشاركة في «كوبا أميركا»؟ إننا في حاجة لمواجهة كبرى منتخبات العالم. علينا أن نتعلم كيف نواجه الكبار لنكون كبارا مثلهم.

انظروا لتاريخ منتخب اليابان وكوريا الجنوبية، لا نريد أن نكون مثل الإيرانيين أو الصينيين في كرة القدم، لكننا نريد أن نكون مثل المنتخبين الكبيرين في آسيا؛ الشمشون والساموراي. عودوا لسجل مبارياتهما الودية الدولية منذ عام 1992 وحتى الآن. إن هذا السجل الكبير نموذج للتعلم والاستفادة من كيفية بناء المنتخبات.

الحقيقة التي يجب أن يعرفها مسيّرو كرتنا السعودية أنه لم يخلق بعد المنتخب الذي لا يهزم، بيد أن المنتخب دائم السقوط لا نريده. اليابانيون والكوريون يفوزون كثيرا، لكنهم يخسرون أيضا. نريد أن نكون مثلهم ولكن بأسلوب يختلف عن ما كنا نقوم به في الثمانينات والتسعينات والعقد الماضي من الألفية الحالية.

لو سألت أي مشجع كروي سعودي كم مرة قابل فيها الأخضر منتخب فرنسا أو إيطاليا أو الأرجنتين أو إسبانيا.. أتدرون؟ لم يسبق لنا في تاريخنا أن واجهنا الديوك الفرنسية، وكذلك الحال مع الأزوري، في حين واجهنا مرة واحدة الإسبان والأرجنتين، لماذا؟!

كم مرة التقينا فيها هولندا أو بلجيكا؟ لا شيء مع الأولى وواحدة مع الأخيرة، لكن اليابانيون والكوريون لعبوا معهم عشرات المرات. وحتى تعرفوا الفوائد، أسألكم بالله كيف رأيتم مواجهة قمة الشرق أمس؟ لا إنها قمة آسيا؛ بل مباراة من مباريات كأس العالم في اللعب والعزيمة والمهارة وفي كل شيء!!

خلاصة القول: لقد ترك الاتحادان الياباني والكوري الجنوبي منتخبيهما يلعبان بلا ضغوط ولا تدخلات. القرار الأول والأخير للمدربين لا للإداري والرئيس!

[email protected]