السهو ممنوع في بطولة الدوري

ألبرتو تشيروتي

TT

إن انهيار الإنتر أمام أودينيزي الرائع وسرعة لاعبي نابولي أمام باري وعجز اليوفي عن الفوز على سمبدوريا وسحق لاتسيو على يد بولونيا، الذي يستحق الإشادة، وعودة الميلان إلى الانتصارات مرة أخرى على حساب تشيزينا، جعل بطولة الدوري الأقل سطوعا في العالم تمنحنا ترتيبا مختلفا وأطول، ولا سيما بعد اعتلاء فريق روما المركز الثالث لأول مرة هذا الموسم.

ولكن يظل الحدث الأكثر أهمية، خلال الجولة الـ21 من دوري الدرجة الأولى الإيطالي، هو الهزيمة الأولى للإنتر تحت قيادة مدربه البرازيلي ليوناردو، والتي نتجت عن الأداء الرائع الذي قدمه أودينيزي الذي يعد نموذجا نادرا في التماسك، بداية من بوتسو، رئيس النادي، الذي كانت لديه الشجاعة الكافية لتجديد الثقة في غويدولين، مدرب الفريق بعد التعرض لأربع خسائر متتالية في بداية الدوري، ووصولا إلى غويدولين القادر على الدفاع عن أفكاره، مرورا بمهاجم الفريق دي ناتالي الذي استطاع أن يسجل هدفه الشخصي رقم 15 في الموسم الحالي (بفارق هدفين عن الموسم الفائت) حتى الآن. لقد ساهموا جميعا في الوصول بهذا الفريق إلى المركز التاسع. لا يوجد فريق في إيطاليا اليوم يلعب بشكل جيد مثل أودينيزي، فهو أول فريق يتمكن من الفوز على بطل كأس العالم للأندية في نسختها الأخيرة، الذي تمكن من تحقيق 5 نتائج إيجابية متتالية على أرضه، 3 انتصارات من إجمالي 4 مباريات وتعادل أمام الميلان فحسب.

وعلى عكس المتصدر، الذي دائما ما تسكن الأهداف شباكه أولا ثم يسعى هو للفوز، تقدم الإنتر في البداية بهدف، غير أنه لم يستطع الحفاظ على تقدمه كثيرا. لقد بدأ ناقوس الخطر يدق خلال مباراة الإنتر - تشيزينا التي تمكن فيها الأول من الفوز بصعوبة 3/2، تماما مثل ما حدث خلال مباراة كاتانيا التي فاز بها الإنتر أيضا بشق الأنفس 2/1. إن شباك حامل لقب الدوري في الموسم المنصرم لم تتوقف عن استقبال الأهداف منذ إصابة جوليو سيزار في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم خلال مباراة جنوا.

وبثلاثية الأحد تكون هذه هي المباراة الـ11 (من إجمالي 18) على التوالي في الدوري المحلي التي لا يتمكن فيها الإنتر من الحفاظ على شباكه نظيفة. ولكن إحقاقا للحق، لم يكن كاستلازي، حارس الفريق، دائما هو المذنب الوحيد وراء هذه الأهداف. لم يكن أداء الحارس البديل، في الواقع، مقنعا خلال مباراتي أودينيزي وليتشي فحسب، غير أن هذا العدد من الأهداف التي دخلت شباك الإنتر، سواء مع بينيتيز أو ليوناردو، يؤكد أن تغيير المدرب ليس كافيا للتغلب على انخفاض الأداء والإصابات والحالة البدنية البالية وحاجة الفريق إلى لاعبين في خط الوسط والهجوم.

لقد ساهمت صفقات الشراء، على العكس، في إعادة تشكيل الميلان، ولننظر إلى روبينهو وإبرا، ذلك الثنائي الأروع في فريق أليغري والذي كان خطؤه الوحيد خلال مباراة تشيزينا هو إضاعة الكثير من الفرص قبل تسجيل الهدف القاتل في الوقت بدل الضائع. لقد خرج الميلان بفارق 9 نقاط عن الإنتر الذي يعد المنافس الأخطر من الناحية النظرية ولكن بخبر آخر سيئ وهو إصابة نيستا.

وإلى هذا الحد لا يمكن التقليل من شأن فريق نابولي الذي عبر من خلال بوابة باري إلى الانفراد بوصافة الدوري الإيطالي، وبات على بعد 4 نقاط فحسب عن الميلان. إن هذا الأمر يدعو إلى استذكار تلك المعاناة التي عاشها الإنتر في الموسم الماضي بسبب روما. وهنا تجدر الإشارة إلى عودة روما إلى المنافسة، ولأول مرة خلال الموسم الحالي يعتلي المركز الثالث. إذن فليمتعنا الجميع، وإذا كان الميلان يبقى هو المرشح الأول لحصد هذه الدرع فإن السهو ممنوع في بطولة مثل هذه.