القناة «الرياضية» نجحت.. ولكن!

موفق النويصر

TT

قبل أيام وأنا أتابع إحدى حلقات برنامج «خيمة آسيا» الذي تقدمه القناة «الرياضية» السعودية، لم أتمالك نفسي وأنا أرسل رسالة نصية للزميل عادل عصام الدين مقدم البرنامج، أتمنى عليه أن يتوقف عن استضافة أحد الشخصيات الإعلامية السعودية، التي لا تقدم أي إضافة جديدة إلى الجلسة الحوارية اليومية.

بالأمس أيضا أعدت إرسال رسالة أخرى، أظهر فيها للزميل عادل عصام الدين، مدى التباين في المعرفة والمعلومة، بين بعض ضيوفه الثابتين، ومقارنة ذلك بالضيوف القادمين من الخارج، وبخاصة عندما بدأ الحديث بالأرقام والبراهين المدعومة بالتجربة والاطلاع، عن النقل التلفزيوني وصناعة النشر الرياضي. وكالعادة لم أتلق أي رد من المهذب دوما عادل عصام الدين.

ما دعاني لكتابة هذه الأسطر هو مشاهدة التطور الكبير الذي تشهده القناة «الرياضية»، وبخاصة منذ أن تولى الأمير تركي بن سلطان، مساعد وزير الثقافة والإعلام، مسؤولية الإشراف العام عليها في سبتمبر (أيلول) 2009، واستذكار تصريحه الذي أكد فيه بعد تكليفه بهذه المهمة، أن القناة ستشهد في المستقبل القريب تطورا في الكثير من برامجها لتواكب ما هو مأمول منها، لا سيما أن الجماهير الرياضية تنتظر الكثير منها، وهو ما سيكون في أجندتها المستقبلية من خلال العمل المهني والاحترافي.

وأذكر أنني كتبت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 مقالا تحت عنوان «بثور في وجه القناة الرياضية»، انتقدت فيه بعض عمل القناة، على خلفية اعتمادها على أسماء جديدة أفقدت القناة هويتها.

غير أن الأكيد فيمن يتابع القناة اليوم في ثوبها الجديد يستطيع أن يرى وبوضوح حجم التغير الكبير الذي طرأ على خارطتها البرامجية، تغير أجبر الكثير من الإعلاميين العرب والخليجيين على الإشادة بها، وليس أدل على ذلك سوى التغطية الاستثنائية والمتواصلة من أرض الحدث، لبطولة أمم آسيا في العاصمة القطرية الدوحة. كما لا يمكننا إغفال النجاح الذي حققه الاستوديو التحليلي بقيادة رجاء الله السلمي وعادل الزهراني، من خلال استضافتهما لنخبة من الكوادر الفنية والإدارية التي مارست العمل الرياضي، وليست تلك التي تدعي المعرفة الرياضية.

إلا أن المزعج في بعض برامج القناة، هو تكرارها لذات الوجوه في كل برامجها الحوارية، حتى يتصور المرء أن بعضهم أصبح من دواعي الديكور، ناهيك عن تقمص بعضهم لشخصيات إعلامية مستهلكة، ثبت للعالم أجمع فشلها في البرامج الحوارية.

وما المعارك المفتعلة التي نفذها بفشل كبير خماسي «خيمة آسيا»، إلا دليل واضح على ذلك، فالمشاهد وإن تقبل مشاجرتهم الحوارية في الأيام الأولى، إلا أنها أصبحت مستهلكة وسمجة للغاية في باقي الأيام، خصوصا أنها تتم يوميا بذات الأدوات.

يخطئ من يعتقد أن المشاهد اليوم بحاجة دائمة إلى برنامج «الاتجاه المعاكس» لكي يتابع حدثا ما، أو أن نجاح برنامج جديد مرتبط بمجاراته لبرنامج آخر نجح في كسب جماهيريته بطريقته الخاصة. وأكاد أجزم أن المشاهد لا يريد سوى برامج حوارية تحترم الذوق العام، وتمنح المشاركين فيه مساحة من إبداء الرأي بطريقة مهذبة، بعيدة عن الألفاظ الخادشة للحياء، أو التهديد، أو التسفيه، مع ضرورة أن يتسلح المشاركون فيه بالمعلومة الصحيحة والتحضير الجيد.. فهل تلزم القناة المشاركين فيها بهذه القواعد.

[email protected]