اعتزل يا ياسر..؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

«لو كنت مسؤولا لما أبقيت ياسر القحطاني وأسامة هوساوي وأسامة المولد وناصر الشمراني وأبناء عطيف في التشكيلة السعودية الدولية لحظة واحدة.. إنهم بلا روح، بل إنهم أشباح، لا لاعبو كرة قدم، في حين أن الأداء كان صفرا، أما المعنويات فأيضا كانت صفرا مكعبا.. من المفترض يا عبد العزيز أن لا يبقى هؤلاء بعد خماسية اليابان الشهيرة.. يجب أن نبني منتخبا جديدا ونختار اللاعبين الصغار كي يكونوا جاهزين لمونديال البرازيل 2014».

هذه الكلمات كانت فحوى مكالمة تلقيتها من مسؤول رياضي كبير عقب ساعات قليلة من المباراة الشهيرة التي اكتسحتنا فيها اليابان، لكنني أثناء المحادثة الهاتفية لم أسعَ إلى مجاراته في النقاش على اعتبار أنني في تلك اللحظات لم أكن راغبا في إبداء الرأي لأسباب كثيرة أحتفظ بها لنفسي!

منذ تلك المكالمة وأنا أقرأ مطالبات ببناء منتخب سعودي جديد.. يقولون إنه من الواجب أن يتم تجاهل لاعبين كبار أمثال ياسر وأبناء عطيف والشمراني وهوساوي ووليد.. كل هؤلاء لم يعودوا قادرين على تقديم أي شيء للمنتخب السعودي الكبير في المرحلة المقبلة!

صحيح أن الكرة السعودية سقطت على وجهها في كأس أمم آسيا الأخيرة، وصحيح أن ياسر وعبده وهوساوي كانوا أصفارا على الشمال في هذه البطولة، لكن الواقع يقول إن المشكلة التي عانينا منها في نهائيات الأمم كانت متشعبة، بمعنى لو كان أبرز نجوم القارة الصفراء يرتدون القميص الوطني الأخضر لما قاموا بأفضل من الحال التي ظهروا بها في الدوحة!

أنا هنا لا أبرر لهؤلاء النجوم، لكنني في ذات الوقت أدرك أن أمرا ما لا يزال «مغيبا» و«مخفيا» ولم يظهر بعد كان سببا رئيسيا في موت روح اللاعبين وظهورهم بهذا الشكل في المباريات الثلاث التي خاضوها أمام سورية والأردن واليابان.. ليس من المنطق أبدا أن يكون هذا هو مستوى نجومنا!

بالتأكيد ليس من اللائق أن يعلن عن الأسباب التي أدت إلى هذه الروح، لكن الوحيد القادر على معرفة هذه الأسباب هو رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير نواف بن فيصل.. على المسؤول الأول أن يبحث عن الأسباب إن كان فعلا هناك أسباب أظهرت هؤلاء النجوم بهذا الشكل السيئ من الأداء والروح المعدومة!

خلاصة القول، ليس منطقيا أبدا أن يتم بناء منتخب.. يا هؤلاء ويا منظرون.. المنتخبات الأولى لا تبنى.. المنتخبات تضم الجاهزين فنيا ومعنويا.. تستدعي اللاعب الأفضل سواء كان عمره 35 عاما أو حتى 18 عاما.. لا فرق في السن لكن الفرق في العطاء والإمكانات والأداء!

في مونديال 1982 و1990 لم يرتقِ بكرة الكاميرون إلا عجوزها الشهير روجيه ميلا، ولم يزين شكل الأخضر السعودي الكبير في مونديال 1994 إلا ماجد عبد الله، حتى وهو يلعب برجل واحدة وأخرى معطوبة.. كان مرعبا للخصوم.. لم يقلها «عبد العزيز الغيامة» لكن قالها كبير الهولنديين آنذاك فرانك ريكارد!!!

المرحلة المقبلة بحاجة إلى اللاعب الأفضل سواء كان ياسر القحطاني أو محمد السهلاوي.. لست مع من يطالب باعتزال القناص.. لا يزال الأفضل فنيا حتى لو ماتت روحه في قطر!!

[email protected]