النوتة الموسيقية أم عازف الكمان أفضل؟

لويجي جارلاندو

TT

لقد استحقت مباراة سمبدوريا واليوفي في الجولة 21 من الدوري الإيطالي يوم الأحد الماضي بجدارة لقب أسوأ مباراة في القرن، حيث كان الأداء بها سيئا للغاية. ونصيحتنا لعشاق ومتابعي كرة القدم هي أن يركزوا على مباراة رائعة من نوع خاص ومختفية بين طيات بطولة الدوري الإيطالي. وفي هذه المباراة يلعب فريقان قويان هما فريق اللاعبين الأفذاذ وفريق المدربين. والسؤال هو: لمن الغلبة والتفوق في هذه المباراة؟ هل تمكن الميلان من احتلال صدارة الدوري أكثر بفضل إبراهيموفيتش لاعبه الفذ أم بفضل مدربه أليغري؟ وهل الأكثر تأثيرا في الميلان هي ألعاب إبراهيموفيتش البارعة أم رحيل رونالدينهو بناء على رأي المدرب؟ لقد أوضح لنا أريغو ساكي أن النوتة الموسيقية الجيدة ترفع من كفاءة عازف الكمان البارع. ولكن حتى الآن هل الأفضل النوتة الموسيقية أم عازف الكمان؟ من منهما يصنع التاريخ؟

إن فريق اللاعبين الأفذاذ هو الأكثر شعبية وجذبا للانتباه. وأبرز دليل على ذلك هو منتخب البرازيل الذي يحظى بإعجاب الجميع لأنه يحتشد بالنجوم الأفذاذ أصحاب المهارة العالية. فالجماهير دائما تتبع الأبطال واللاعبين المهرة. إن بطولة الدوري الإيطالي الحالية هي بطولة النجوم الفرديين الذين يغردون ويتألقون مع فرقهم، مثل إبراهيموفيتش مع الميلان وإيتو مع الإنتر وكافاني مع نابولي ودي ناتالي مع أودينيزي ودي فايو مع بولونيا. ومن دون الـ66 هدفا التي أحرزها هؤلاء النجوم الخمسة ماذا كان ليصبح مصير فرقهم؟ وتؤكد الجماهير أنه إذا انتقل إبراهيموفيتش إلى أي فريق من الفرق الخمسة الأولى في ترتيب الدوري فإن هذا الفريق سيفوز بالدوري دون أدنى شك. ونحن الصحافيين والنقاد نكتب دائما أن الميلان يرتبط دائما بأداء إبراهيموفيتش وأن الإنتر يرتبط دائما بأداء إيتو. وإذا كان إبراهيموفيتش يحرز هدفا صاروخيا في مرمى ليتشي من على بعد 35 مترا، فما دخل المدرب في هذا الأمر؟ لكن فريق المدربين ليس هو الفريق الأضعف، بل إنه يلعب دورا جيدا ويحتل أهمية كبرى. فهل كان إبراهيموفيتش ليستطيع تسجيل 12 هدفا مع الميلان لو أن المدرب أليغري لم يعلم روبينهو كيف يرتد للخلف ولم يقم جدارا قويا من لاعبي خط الوسط؟ ويعتبر لافيتسي وهامسيك وكافاني هم ثروة فريق نابولي ومصدر تألقه، لكنهم يؤدون بشكل رائع تحت القيادة الحكيمة لمدربهم ماتزاري. وكان ليوناردو مدرب الإنتر الجديد هو صاحب الفضل في خروج الفريق من عثرته وتحقيقه لـ5 انتصارات متتالية. ويستحق رانييري مدرب روما كذلك الدكتوراه الفخرية في علم النفس لقدرته على التعامل مع اللاعبين وكذلك لوجود الفريق في مركز جيد بعد إخفاقاته في بداية الموسم. وإذا كان دي ناتالي لاعب أودينيزي قد أحرز الكثير من الأهداف هذا الموسم فإن ذلك يعود للمساعدة القيمة التي يوفرها له المدرب غويدولين من جانبي الملعب. وينطبق نفس الشيء على ماليزاني مدرب بولونيا الذي بث الحماس في لاعبين بلا ناد وبلا رواتب وساهم في تألق دي فايو لاعب الفريق. إن فريق المدربين يتميز بالذكاء والحكمة ويمتع الجماهير ولكن بطريقته الخاصة. هل النوتة الموسيقية أم عازف الكمان هو الأفضل وصاحب النصر؟ تابعوا هذه المباراة التي لا يعرف أحد نتيجتها.