ركلة ترجيح!

عادل عصام الدين

TT

قدم فريقا اليابان وكوريا الجنوبية مباراة تعد في نظري أقوى مباريات نهائيات آسيا لكرة القدم. لم يكن الفريق الياباني الذي تأهل للمباراة النهائية الأفضل في المباراة، بل كان الكوري أكثر إصرارا وتصميما وهجوما في الشوط الثاني، ومع ذلك، تأهل الياباني لأنه كان الأقدر على تسجيل ركلات الترجيح في حين عجز لاعبو كوريا عن تسجيل أي هدف من 3 فرص.

الغريب أن الفريق الكوري هو الذي خسر في ركلات الترجيح رغم أنه أدرك التعادل وارتفعت معنوياته، ويبدو أن الفرحة كانت أكثر من اللازم أو كان الانفعال زائدا عن حده فغاب التركيز في ركلات الترجيح.

تحدث الخبير عبد المجيد الشتالي لـ«الجزيرة الرياضية» في «الاستوديو التحليلي» فأكد على ضرورة الاهتمام بالتدريب وتخصيص لاعبين مميزين للتسديد، ولكنه لم ينس أن يشير إلى أنه فضل فكرة الهدف الذهبي لأنه الأكثر إقناعا، حيث يتدخل الحظ وعدم التوفيق والحالة النفسية في ركلات الترجيح.

وركز نجم منتخب العراق السابق أحمد راضي على الحالة النفسية أثناء تنفيذ ركلات الترجيح، مشيرا إلى أن أي لاعب في العالم مهما علت مكانته أو ارتفعت نجوميته لا بد أن يشعر بالخوف، ولذلك لم يغب عن بال المدرب الفرنسي الكبير لوروا الإشارة إلى أهمية الهدوء والتركيز أثناء تنفيذ الركلة الترجيحية.

ذكرنا لوروا بما حدث له في مباراة الكاميرون ومصر حيث ترك للاعبيه، كما قال، حرية اختيار من ينفذون ركلات الترجيح، أي رمى الكرة في ملعبهم، فكانت الخسارة، وقد تعلم من تلك الحادثة الدرس وبات صاحب القرار في كل المباريات التي تنتهي بركلات الترجيح، وأكد لوروا أنه لم يخسر منذ أن بدأ التدخل واختيار من ينفذون ركلات الترجيح، لأن من شأن ذلك رفع الضغط عن اللاعبين.

شخصيا.. كنت ولا أزال من أنصار تنفيذ ركلات الترجيح على الطريقة الأميركية، حيث ينفرد اللاعب من وسط الملعب ويقدم فاصلا مهاريا وينفرد بحارس المرمى ثم يسجل. وقد سمعت المذيع أيمن جادة وهو يذكرنا بطريقة التنفيذ الأميركية التي أيدها أيضا الفرنسي لوروا.

وكنت قد طالبت قبل أكثر من مرة منذ نحو 30 عاما بضرورة الأخذ بالطريقة الأميركية بعد عودتي من الولايات المتحدة.

إنها الطريقة الأكثر إقناعا لأن نسبة الحظ في تنفيذها تقل كثيرا عن تدخل الحظ في ركلة الجزاء العالمية «الحالية».

أختم بالقول إن العامل النفسي يؤثر تأثيرا كبيرا في ضربات الجزاء وركلات الترجيح، ولذلك كنت أحد أنصار الهدف الذهبي. أما في حالة الإصرار على الحسم بالترجيح، فإن الطريقة الأميركية أروع وأكثر جاذبية وأكثر إنصافا.

[email protected]