أنديتنا.. هل هي أملاك خاصة؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

«وجّه رئيس أعضاء شرف النادي باستمرار الإدارة الحالية أربع سنوات مقبلة، بعد أعوام مماثلة قضاها نفس الرئيس في فترته المنتهية قبل أيام».

هذه الجملة غالبا ما نشاهدها في وسائل الإعلام الرياضية السعودية، لتؤكد أن ما يسمى بالانتخابات والجمعيات العمومية مجرد «حبر على ورق»، بل لا قيمة لها ما دامت إدارات الأندية قائمة على التكليفات والتزكيات، والتوجيه بالاستمرار، والاختيار العشوائي القائم على فزعة صديق «أريده رئيسا»، ودون أن يكون هناك خطط وبرامج انتخابية، مثلما يحدث في أوروبا، وفي كثير من الدول المتقدمة كرويا، ولا سيما اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا!

غالبية الأندية السعودية أشبه بأملاك خاصة لبعض الرؤساء وأعضاء الشرف.. من يتقدم إلى منصب الرئاسة يجب أن يكون وفق مواصفات خاصة، وهذه المواصفات لا تتعلق بالتأكيد بأهلية الرئيس إداريا، أو رياضيا، أو وفق برنامج انتخابي راقٍ، وإنما هي أمور في الغالب لا علاقة لها بالرياضة أبدا!

حينما يتنافس اثنان على رئاسة نادٍ ما، تجد الشرفيين يسعون لإقناع الآخر بالانسحاب، ليس لأن الأول يملك برنامجا انتخابيا رائعا، بل لاعتبارات أيضا لا علاقة لها باللوائح والأنظمة الرياضية، كما يجري في كل العالم المتحضر!

لست ضد استمرار أي رئيس لولاية ثانية وثالثة مع ناديه، لكنّني أعارض الآلية التي نسير عليها.. إنها أسلوب قديم لا يليق بالرياضة السعودية، ولا يليق حتى بمقامات أعضاء الشرف ورؤساء الأندية.

لطالما تمنيت أن يأتي يوم نجد فيه المنافسة بين مرشحين أو ثلاثة أو حتى أربعة على منصب رئيس مجلس إدارة نادي الهلال، أو النصر، أو الشباب، أو الاتحاد، أو الأهلي.. لا نريد التعيينات، أو الفوز بالتزكية الذي يقف خلفه رئيس شرفي يريد الأمور وفق «مزاجه» ورغبته وأهوائه.. صحيح أنه يدفع عشرات الملايين من الريالات، لكن ذلك لا يعني أن يتحكم بناديه الذي يحبه كيف يشاء!

وكالة شؤون الأندية في رعاية الشباب ما دام أنها مسؤولة عن الأندية، وتطبيق لوائح مجالس إداراتها وانتخاباتها وجمعياتها العمومية، فالواجب عليها أن تتدخل وتضع حدا لما يجري الآن.. ما تم من انتخابات «مضحكة» في الوحدة قبل أشهر مثل قيام «أعضاء متوفين» بانتخاب الرئيس، يجب أن يكون من الماضي.. إننا في زمن القانون.. طبقوا القانون، ومن كان أهلا للرئاسة فعليه أن يتقدم، لا أن يوجه إليه بالاستمرار في منصبه دون أي اعتبار لمطالب الجماهير، وكل المنتمين إلى أي نادٍ.. نعم، أي ناد!

[email protected]