رئاسة 9 جهات.. لماذا كل هذه المسؤوليات !!؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

قبل أشهر تقريبا أصدر اتحاد الكرة السعودي بيانا رسميا تحدث فيه عن كثرة ما يطرح في وسائل الاعلام الرياضي بشأن ما يسمى بـ« تعدد المناصب والعضويات» وازدواجيتها وكان ذلك يتعلق بمسؤولين يحظون بعدة عضويات أو رئاسة اتحادات في وقت واحد وذهب البيان إلى ذكر أمثلة لأعضاء في اتحادات وطنية في اوروبا وركز على بعض الاسماء التي تشغل عضوية أكثر من لجنة في الاتحاد الواحد!.

بالنسبة لي أرى أن تركيز الاعلام الرياضي السعودي على هذه القضية لم يكن من باب الحسد والغيرة بل من باب الرغبة في توسيع دائرة المشاركين من الخبراء والكفاءات في عضوية اللجان أو حتى رئاسة بعض الاتحادات بدلا من تقليصها في شخصيات محددة وكأن الكفاءات في هذا البلاد مقصورة على فلان وعلان!.

المقصد هنا هو « منْ سيحاسب منْ ».. نعم من سيحاسب اتحاد الكرة السعودي كمثال حينما يقصر في عمله وفي نتاجه السنوي طالما أن الرئيس هو ذاته رئيس اللجنة الاولمبية!!.

الرئيس العام لرعاية الشباب هو رئيس اللجنة الاولمبية السعودية ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس هيئة دوري المحترفين السعودي وكذلك رئيس الاتحاد السعودي للفروسية وأيضا رئيس الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة كما أنه رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم ورئيس اتحاد اللجان الوطنية العربية وأخيرا رئيس اتحاد التضامن الاسلامي !!!!!.

هو رئيس لجهة حكومية كبيرة ولجنة أولمبية عملاقة تشرف على نحو 28 اتحادا محليا و7 اتحادات وهيئة مختلفة التوجهات.. مهما كانت طاقة الرئيس واستيعابه وتوجهاته ووقته لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يكون عطاؤه واحدا أو حتى متفاوتا بين هذا المنصب وذاك!.

بصراحة أكثر لدي سؤال مهم جدا اطرحه على رئيس كل هذه الجهات الكبيرة وهو لماذا لم لا يكون رئيسا لاتحاد اليد أو الطائرة أو السلة أو حتى السباحة.. ما الضير في ذلك طالما انه قادر على إدارة 9 إدارات بكافة أشكالها وتوجهاتها!.

وبالامكان أيضا أن اطرح سؤالا في اتجاه آخر وهو لماذا لا يقلص هذه المسؤوليات بحيث يسحب نفسه من رئاسة أي من هذه الاتحادات.. اتحاد كرة القدم مثلا.. أو الفروسية.. أو حتى الاتحادين العربيين ومعهما في ذلك التضامن الاسلامي!!.

في تقديري الشخصي أن الرياضة السعودية في المرحلة المقبلة بحاجة إلى أمر واحد هو التركيز وهذا لن يكون والله بتعدد مثل هذه المهام الصعبة.. نعم إنها صعبة ولا يمكن لاحد أن يضطلع بها أيا كانت قدراته وقواه!.

في رأيي أنه ما دام أن الأمير نواف بن فيصل هو الرئيس العام لرعاية الشباب وبما أنه هو رئيس اللجنة الاولمبية السعودية فليكن هو الرقيب والحسيب لكل هذه الاتحادات الـ28.. يتابع برامجها ومسيرتها الادارية ونتائج برامجها المحلية والخارجية.. يعاقب المقصرة منها ويكافئ المنتجة.. إنها فكرة.. لا.. هي ليست فكرة لانها موجودة في كل العالم المتقدم رياضيا !!.

[email protected]