سعودية تركب سيكل

مسلي ال معمر

TT

مروة طالبة سعودية في مرحلة الدكتوراة تمتر شوارع إحدى المدن البريطانية بسيكلها البنفسجي ولا شئ يسابقها سوى الريح ، قصتها مع السيكل انطلقت بعد زيارتها للطبيب الذي فحصها فاكتشف لديها متاعب في الكبد بسبب العادات الغذائية وعدم ممارسة الرياضة مثلها مثل بقية الإناث السعوديات ،تقول مروة : تلك الزيارة طبعت نقطة تحول في حياتي ، حيث قررت أن أضع مفتاح سيارتي على الرف لأستبدلها بالسيكل في مشاويري شبه اليومية من المنزل إلى الجامعة ،حتى أنني عودت أبنائي على الذهاب إلى المدرسة يوميا بالباص بدلا من توصليهم بسيارتي، النتيجة أنني قد فقدت الآن خمسة كيلو جرامات، وعندما ذهبت للفحص بعد شهرين الرياضة اكتشفت أنني لا أعاني إلا من النشاط الزائد!.

هذه المرأة الثلاثينية ليست إلا واحدة من ملايين السعوديات اللاتي نشأن وهن لم يأخذ في الحسبان أن الرياضة مباحة للنساء، خصوصا أنهن كن لا يرين في الأفق ما يشير إلى وجود مكان عام مخصص للإناث الممارسات للرياضة ،لذا لا غرابة في نتائج الدراسة الأخيرة التي أوضحت أن اثنين واربعين في المائة من السعوديات بدينات.

في هذا الشأن يقول الدكتور سلمان العودة في حوار صحفي مانصه:لقد طرحت مشروعاً متكاملاً لتوظيف مدارس البنات مساء كل يوم لمناشط ثقافية ورياضية، وليكن ذلك تحت إشراف تعليم البنات ووزارة الشئون الإسلامية، وأي جهة رقابية؛ حيث يمارسن ألواناً من العمل البدني والفكري، والثقافي والفني، وهي فكرة لا تكلف الكثير مادياً، وذلك أفضل من أن يذهبن إلى نوادي أو أماكن بعيدة عن الرقابة

وفي حوار أجراه معه الزميل عبدالوهاب الوهيب في صحيفة الرياض أمس الأول أيد الدكتور عايض القرني المشروع قائلا: صدق سلمان!

ورغم ورود جواز الرياضة في السنة النبوية ،من خلال ما ورد عن أن الرسول صلى الله عليه وسلم سابق أم المؤمنين عائشة ،ورغم اتفاق رجال الدين على أهمية الرياضة للجسد ،إلا أن وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب لا تزالان بعيدتين عن العمل على فك شفرة حرمان نصف المجتمع السعودي من الرياضة ، فكما نعلم فإن الأم هي الأقوى تأثيرا في المنزل ، وعندما تصبح ممارسة للرياضة فإنها ستشجع بقية أفراد الأسرة على المضي على نفس النحو.

في الأخير أقول: مروة تخلصت من المرض وفقدت خمسة كيلوغرامات خلال شهرين بفضل الله ثم فضل سيكلها البنفسجي ،بل أنها أصبحت أكثر نشاطا وإنجازا على مستوى الدراسة حسب تأكيداتها ، وذلك بسبب توافر البيئة التي لم تمنعها من ممارسة الرياضة ، بل تعتبر ممارسة الرياضة جزء من ثقافتها ،بينما لا تزال صديقات مروة في جدة والرياض وبقية المدن السعودية يتطلعن لإضافة الحصص الرياضية في مدارس البنات وتهيئة صالات خاصة لممارسة بعض الرياضات الملائمة للنساء ، حتى وإن كنا نفتقد لمعلمات التربية البدنية ولن نسمح بدخول السياكل!