تاريخ الصلاحية!!

أحمد صادق دياب

TT

لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن نصدق أن لاعبينا كانوا متخاذلين في البطولة الآسيوية كما يشيع البعض، و يصر على هذا الموقف ويحاولون ان يقنعونا به.. صحيح أننا ُخذلنا وصُدمنا لكن الكثيرون يغفلون عن حقيقة أساسية هي أننا نتحدث عن لعبة اسمها كرة القدم، فيها الكثير من التقلبات والمتغيرات التي يمكن تستقر في واقع اللعبة وتحولها إلى جزء من حياتنا بكل أفراحها وأتراحها..

مشكلتنا ان البعض تسيره عاطفته وتفرض عليه وجهتها و يحاول ان يفرضها علينا، ولكنهم لا ينظرون إلى المستقبل وإلى الآثار المترتبة على نشر هذه القناعة بين الناس.. فعندما يصر الكثيرون على التحقير المتكرر لنجومنا الذين شاركوا الأخضر في المسابقة الآسيوية، فهم بكل اختصار لا يحسبون ولا يقدرون العواقب التي يمكن ان تترتب على إشاعة مثل هذه الأفكار، لعل أقلها “نحر” الثقة في جيل كامل من شباب الوطن، ما زالوا قادرين على العطاء لسنوات قادمة وإن خانتهم الظروف في هذه المرة، فلا يمكن الحكم بعدم صلاحيتهم للأبد..

رغم مرور الوقت على انتهاء البطولة الآسيوية بكل ما مرت به من ظروف إلا ان البعض ما زال ينظر إلى الجزء الفارغ من الكأس، و يترك الجزء الأهم، فهم ما زالوا يصرون على توجيه اللوم للاعبين والانتقاص منهم، وتذكيرهم بالمبالغ التي يتقاضونها، ونسوا أو تناسوا أن المطلوب في هذه المرحلة ليس البحث عن المتسبب فيما حدث، بقدر ما هو مطلوب أن نبحث وبكل جدية في هذا الوقت عن المسببات خلف ماحدث ولعل اهمها كيف يمكن انتشال لاعبينا من الحالة النفسية التي يعانون منها بعد ما تعرضوا له من إحباط بعد الخروج المر من البطولة الآسيوية.

دعونا اليوم نقف معاً من أجل انتشال لاعبينا من الاخفاق الذي يعيشونه، و نحثهم على العودة سريعاً إلى مسيرة الثقة المعدومة حالياً لدى الكثيرين من نجومنا، وفي ذات الوقت نعيد الثقة في أنفسنا وقدراتنا الكبيرة التي اهتزت جدا، ونعيد مسيرة البناء وفقاً لمعطيات المرحلة القادمة.

تابعت كثير من البرامج الحوارية التلفزيونية وقرات عشرات المقالات ووجدت في معظمها هجوماً غير مقنن، وبأسلوب متحامل ومتعال، لكم ان تسمعوا مثل هذه الألفاظ:

“لاعبونا بلا روح وطنية”

“إنهم يلعبون لشعار الأندية وليس المنتخب”

“انهم لا يعرفون مفهوم وما تقتضيه الوطنية”

“يجب أن يوقفوا عن اللعب ومحاسبتهم”

“يجب أن يشطبوا من قائمة اللاعبين المحترفين”

ما الذي يمكن ان نستفيد منه من مثل تلك الجمل، التي يمكن أن تكون أساس رؤية يمكن الاعتماد عليها كأساس في البناء القادم للكرة السعودية، وهو الخطوة النقدية الأولى التي يحتاجها المسئولون في هذه المرحلة الهامة جداً في التاريخ الحديث لكرة القدم السعودية.