السعوديون.. (لم ينجح أحد)؟!

هيا الغامدي

TT

أمر طبيعي بل متوقع ومنتظر ما أن تسدل أي بطولة ستائرها أن يتبع ذلك موجة عارمة من طلبات عروض الانتقالات الخارجية والتي غالبا ما تأخذ الصفة الموسمية، حاليا لعل أحدث عروض أسواق الانتقالات هو ما قدمه السوق الآسيوي من بضائع فائقة الجودة ما بين يابانية واسترالية وكورية جنوبية، ولا عجب لطالما كان هذا الثلاثي أبرز مخرجات البطولة الأممية التي أبدعت قطر باستضافة أحداثها على أرضها الصغيرة بالمساحة والكبيرة بالآمال، فالبرنامج الكروي الآسيوي كان ناجح ومهني ولا تخلو مخرجاته من الاحترافية التي تضاهي إن لم تتفوق على دولا لها باع طويل في التقنية والتكنولوجيا والإبداع بكافة الأصعدة.

وإذا ما تجاوزنا ثلاثي التألق بمقدمة الفرق ال16 التي شاركت بالنهائيات الآسيوية «اليابان واستراليا وكوريا الجنوبية» والتي من حقها أن تطوح بطموحاتها بكل الأمكنة التي من الطبيعي والممكن والمتاح والمضمون أن تجد لها أصداء ايجابية بالميدان (الأوروبي)... ويستاهلون! فمن المحال أن تسمح قيمة ومكانة ومبدأ وفكر ونظر والأهم (الإمكانية) تواجد نجوم الشرق المبدعين ضمن الحلقة الجغرافية العربية كرويا، خاصة مع تألق تلك الأسماء وارتفاع أسعارها في السوق الانتقالات الكروي.

بالمقابل بدأنا نسمع عن عروض بدأت تنشط حتى ما قبل انتهاء البطولة أكثرها ديناميكية ما جاء للاعبي أوزبكستان،وأهمها عرض أحد أكبر الفرق الروسية (لوكوموتيف) المشارك بدوري أبطال أوروبا للدولي عادل أحمدوف بمبلغ 10 مليون يورو!! وانتقال مواطنه شافكات مولاجانوف للأهلي القطري. (نشامى) الأردن كان لهم نصيب من الانتقالات للدوري القطري والمصري والإماراتي والقبرصي والذي تقدم بعرض للحارس المتألق عبد الفتاح شفيع! العراقي مصطفى كريم وجد عرضا بالدوري الإماراتي، حتى النجوم (الكوايته) وجدوا عروضا في أنديتنا التي أصبحت بوضعية (استقبل وودع) احترافيا، أو بمعنى –استقبال- لا –إرسال-، أعود للكويتيين الذي رست قواربهم بأندية العاصمة الرياض، فمساعد ندا مع الشباب، والمخضرم بدر المطوع بالنصر... ويا(عسااااااها) تعود بالفائدة تلك الصفقات!!

نجوم البحرين في عُمان أهمها لإسماعيل عبد اللطيف. ولا تزال عجلة العروض الاحترافية تدور رحاها بعيدا عن الميدان السعودي، خاصة وأن متطلبات النجاح والتفوق والإبداع غير متوفرة فيه –حتى الآن- والسؤال الأكثر ترابطية حاليا، ليس بخصوص لماذا تجاوزتنا العروض وقفزت عن ميداننا،ولكن لماذا لم نقدم ما يشفع لنا بالبقاء ضمن حلقة (العرض والطلب)؟! وكيف مرت البطولة (الأسوأ) بتاريخ مشاركاتنا بأمم آسيا بهذا السواد الجنائزي؟!! أتدرون كيف تتم الإجابة على تساؤل كهذا؟!! ليس بالكلام فما أكثر من هطرشات الأقلام، ولكن من خلال الأفعال والخطط المستقبلية والمنهجيات العملية!

والأكثر متى ما كان لدى لاعبينا «الذهنية الاحترافية» و»المهنية التزامنية» المطلوبة كحد أدنى للبقاء ضمن دائرة الاحتراف الخارجي. والأكيد بأننا جميعا مدركين لواقعية إجابة على تساؤل كهذا...لماذا تخطت بوصلة وكلاء التعاقدات نجومنا وذهبت بعيدا إلى غير وجهه!؟! ليس لأن الآخرين كانوا قد غطوا وجوهنا برماد الأفضلية والقفز على ما قد كان، ولكن لأن الدوائر تدور وتمضي والسعوديين... «لم ينجح منهم أحد»!