شباب جدة.. أبطال رغم الظروف؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

طبعا هنا لا اتحدث عن لاعبي فريق الاتحاد أو غريمه التقليدي الاهلي أو حتى فريق الربيع الحاضر في الدرجات الدنيا لكرة القدم لكننا هنا سأكتب عن شباب جدة وفتياتها وربما بعض أشبالها الشجعان الذين تطوعوا لخدمة عروس البحر الاحمر على خلفية ما تعرضت له من سيول جارفة أضاعت هوية المدينة الساحرة بعراقتها وطلتها على البحر!.

في الايام القليلة الماضية كنت أتابع الصفحات الاولى في غالبية الصحف المحلية الكبرى ولم يلفت انتباهي أكثر سوى شباب جدة وبناتها وهم يساعدون أسرهم في لحظات لا اتوقع أن تمر مرور الكرام على مسؤولي البلاد!.

اولاد وبنات كانوا في الميدان.. أعدادهم ليس بالعشرات أو المئات بل بالالاف.. لم ينتظروا كلمة « شكر » من أحد بل كانت مساهماتهم من اجل « العروس » التي بكت كثيرا من جراء ما تعرضت له ليس في هذا العام وانما في كل عام وللاسف!.

يقول أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أمام جمع غفير من المتطوعين والمتطوعات الصغار قبل الكبار في مركز المعارض بجدة قبل أيام « هذه مدينتكم، مهما فعلتم لها فهي تستحق، هي أعطتكم الكثير وانتم اليوم تعطونها، هي جديرة بكم وأنتم جديرون بها ».

كلمات لها دلالاتها ومعانيها.. هو يحفز على البذل وتقديم الجهد رغم أنه يدرك أن هؤلاء الشباب ذكورا وإناثا لا يحتاجون إلى مثل هذه الكلمات لانهم بالفعل يدركون اهمية مدينتهم الغارقة ليس في السيل وإنما في إهمال أمانتها.. يشعرون بحاجة الوطن لخدماتهم وامكاناتهم في مثل هذه الظروف!.

وطنية هؤلاء قادتهم إلى خلع الثوب والقميص والعباءة وارتداء زي « المتطوعين » والنزول إلى الارض الموحلة بالطين والغارقة بالماء لانقاذ العالقين في المنازل والشوارع وفي كل مكان.!

هؤلاء هم شباب جدة.. هم ابناء الوطن الكبير وحينما تحتاجهم البلاد يهبون إلى نجدتها في أسوأ الظروف وأصعبها.

لم يتركوا الامر فقط للجهات المعنية في عمليات الانقاذ من الغرق أو الموت أو حتى الاصابات المستديمة.. لم يقولوا إن ذلك امر لا يعنينا بل وقفوا وقفة رجل واحد وذهبوا لمساعدة الجميع من اطفال وشيوخ ونساء!.

عشرات القصص سمعتها وقراتها وكلها تتحدث عن بطولات شباب جدة.. إنها أفعال حقيقية أعطت الكثير من الدروس في التضحية والاخلاص والوفاء لوطن كبير يعيشون فيه.

هؤلاء كلهم يستحقون الاجلال والاكبار.. يستحقون التحايا لانهم نزلوا لخدمة بلادهم ومدينتهم الشامخة بشموخ أمير منطقتها وأهاليها.

[email protected]