فوضى غير خلاقة..!

منيف الحربي

TT

عدنا لمسابقاتنا المحلية من جديد، حيث بدأت منافسات دور الـ16 من كأس ولي العهد. وبعدها بأيام نتابع بعض مباريات دوري زين السعودي للمحترفين ثم نعود مرة أخرى للدور التالي من كأس ولي العهد.. وهكذا يستمر تداخل البطولات بشكل يزعج المتابع ويربك الأندية، لأن لكل مسابقة طبيعة إعداد مختلفة، وحسابات عمل مغايرة.

هذا التداخل ليس وليد اليوم، ولأن جدولة الموسم لا يمكن تغييرها في المنتصف فإن الرياضيين عموما يتمنون أن يتم تلافي الخطأ في روزنامة العام المقبل، فالفوضى الحاصلة تعد من أسباب إضعاف المسابقات وتمتد تأثيراتها إلى جوانب مهمة كحقوق النقل والتسويق والاستثمار، وليتها كانت فوضى خلاقة ينتج عنها تنظيم أفضل، لكنها فوضى محبطة تكرر نفسها كل عام دون تغيير يذكر..!

الشباب.. وعقدة الجماهيرية

نادي الشباب واحد من أفضل الأندية السعودية التي استطاعت أن تسجل حضورا رائعا ليس على الصعيد المحلي بل حتى على المستوى الآسيوي، والمتابعون يعرفون أن شخصية الليث لها من لونه الأبيض نصيب كبير، حيث انطبعت في ذهنية الشارع الرياضي صورة النادي البعيد عن صراعات التعصب والحساسيات والمنحاز لتقديم عمل ناصع نال احترام الجميع.

غير أن ما قد يعتم الصورة الناصعة هو دخول بعض المنتمين للنادي في حزازيات لم تكن موجودة، وتحسسهم من أي كلمة عابرة، فقد فوجئت هذا الأسبوع باتصال من أحد الأصدقاء الشبابيين يعاتبني فيه على ما قلته (عبر برنامج الجولة) من إساءة، وحينما سألته عن أي إساءة يتحدث قال إنه (سمع) من آخرين أنني قللت من جماهيرية شيخ الأندية!

في البرنامج كان السؤال عن تعاقدات الشباب الأخيرة خاصة في الدفاع، وأجبت أن الشباب ناد كبير يملك أفضل الأظهرة ولديه في العمق تفاريس وأن عبد ربه وندا سيكونان إضافة لهذا الخط، كما أن لديه وسطا قويا وهجوما ضاربا، بالتالي يعد من أكثر الأندية تكاملا، غير أن مستوياته ونتائجه في الموسمين الماضي والحالي لا تتناسب مع إمكانات العناصر التي تمثله، ولا أدري ما السر في ذلك، هل هو عدم وجود كثافة جماهيرية تحفز النجوم أم أسباب أخرى؟

ولمن يستوعبون بالمقلوب ممن فهموا إجابتي على أنها إساءة، أحيلهم إلى ما قاله اللاعب الأورغواني اوليفيرا بعد إلغاء عقده حينما امتدح العمل المنظم في الشباب والأوضاع الرائعة لكنه يفتقد للأجواء الكروية الحماسية حتى أنه يشعر بأنه يدخل فندق فخما وليس ناديا به كرة قدم!

لا شك أن أي ناد يطمح لزيادة جماهيريته، والشباب يعمل في هذا الاتجاه، لكن التشنج والفهم الخاطئ لأي كلمة يخلق من الموضوع عقده ربما تكبر وتكون تأثيراتها السلبية فادحة، فهل يتخلى (بعض) الشبابيين عن حساسيتهم التي ربما كونت لهم عقدة من الفراغ!