معا ضد المزايدات!

منيف الحربي

TT

الحديث عن ضرورة تقيد الأندية بمبالغ معقولة سهل، لكن تطبيقه على أرض الواقع صعب، فهو يحتاج إلى قوة في تنفيذ مبدأ عملي وسط بيئة مشحونة لا تساعد على إنصاف المبادرات الجميلة ومنحها حقها من التقدير.

كان بإمكان إدارة الهلال إنهاء موضوع مدافع القادسية الشاب ياسر الشهراني ومنحه الزيادة التي طلبها (هو أو أحد أقاربه كما قيل) في اللحظات الأخيرة، لكن وضوح الرؤية لدى المفاوض الأزرق وقناعاته المتعقلة (وليس ضخامة المبلغ فقط) هي التي جعلت النادي ينسحب من المفاوضات ويعيد الأمور لنصابها الواقعي.

عقب مستويات لاعبينا في كأس آسيا الأخيرة جرى نقاش طويل، وتشكل رأي عام يتفق حول خلاصة مفادها أن أفضل اللاعبين حاليا لا يستحق نصف ما يتقاضاه، لكن الحديث شيء وشجاعة التطبيق شيء آخر.. وحينما أكرر «شجاعة» فأنا أعنيها بالفعل، لأن العمل في الرياضة يضع مسؤولي الأندية وأعضاء شرفها تحت ضغط هائل وأمام تفسيرات ملتوية، يتم تحريفها بتعمد واحترافية، مما يجعل التراجع عملية صعبة ومحرجة إذا لم تتوافر العقلية المقنعة الخبيرة.

ياسر الشهراني لاعب واعد، لكنه لم يقدم حتى الآن ما يجعله محل تنافس مثير بين الأندية الكبيرة، والدرس الذي يجب أن يصل إلى جميع النجوم هو أنك كي تستحق مبلغا معينا فلا بد أن تكون قد قدمت ما يوازيه على المستطيل الأخضر.. في المقابل ينبغي أن يكون هناك حد أدنى من الاحترافية في التفاوض والتعامل واستغلال الفرص، أعني دور إدارة النادي ووكيل أعمال اللاعب، بدلا من ترك الأمور لمزايدات الأقارب، وأنا لا أعني فقط ياسر الشهراني (الذي ما زال هاويا)، بل أقصد جميع اللاعبين، فأحد أبرز الأسماء المحلية كان شقيقه هو من يدير ملف تجديد عقده قبل عامين!

لقد علق نادي الهلال الجرس، والمطلوب من الأندية حاليا أن تحافظ على هذا الخط، وأن تبني على هذه الخطوة، على الأقل كي يكون هناك مبدأ يعرفه اللاعبون ويستوعبون معانيه، نحو بناء نظرة منطقية تحقق أهداف الاحتراف بعيدا عن المشاحنات والاستعراض الفارغ.