كلاسيكو.. ممل للغاية!!

هيا الغامدي

TT

كما توقعنا انتهى كلاسيكو الهلال والاتحاد الذي أقيم بجدة أول من أمس بالتعادل السلبي! والأكثر أن فصول اللقاء كانت «مشبَعة» بالملل والعك الكروي الذي لا يفضي لشيء، فالتنقل بالريموت كنترول بين القنوات كان الخيار الاستراتيجي الأقرب للمتابع من «زود الزهق»! على الأقل ضمان الحصول على مشاهد رياضية أكثر ديناميكية، وبعيدا عن الأحداث المؤسفة بمصر «العزيزة» كون المشاهد هناك مؤلمة و«تحز بالنفس».. عسى الله يجلي كربتهم عاجلا غير آجل!

ومن بين الخيارات الاستراتيجية التي كان ممكنا اللجوء إليها، الدوري الإسباني، ومباراة المفضل بالنسبة لي «ريال مدريد» ومواطنه (السمي) «ريال سوسيداد» والتي انتهت لصالح فرقة النجوم الملكية 4/1، فلعمري ما أروع الريال وهو يضرب بقوة ويعيدنا لمشاهد (توحشناها برشا.. برشا) على طريقة الإخوة في تونس الخضراء، بمباريات كهذه تشعر بأنك تشاهد كرة قدم «حقيقية»؛ لعب تكتيك حماس ديناميكية نجوم قادرة على التحدي وإثبات الذات، تنقلت بين القناتين؛ تحسرت وقلت في داخلي: «يا الله ألهذا الحد لا توجد مقارنة بيننا وبينهم».. للأسف نعم!!

إن وضعية الكلاسيكو الذي مر مرور الكرام دون أي أثر إيجابي لم تقتصر على الأهداف بل حتى المستوى جاء باهتا ومملا ويكشف بما لا يدع مجالا للشك عمق الفجوة بيننا وبين الآخرين، فجملة التراجعات مخيفة وعلى أكثر من جانب بالنسبة للكرة السعودية، والأخطر حتى على المستوى المحلي، «لا»... غير معقول و«لا» مقبول من كبيري الدوري السعودي الهلال والاتحاد!!

وذلك مؤشر خطير للتراجع المتواصل الذي شهدته كرتنا السعودية موندياليا وخليجيا وآسيويا، حيث تبين أن مشاهد الإخفاق هنا وهناك لا تزال عالقة بأذهان اللاعبين قبل أن تكون بأذهاننا نحن متابعين ونقادا، يا إلهي... كيف نغير هذه الأجواء الكئيبة «البائسة» في البيئة الكروية السعودية؟! وهل نحتاج أن نغير جيلا كرويا بأكمله؟!! وكم من الوقت نحتاج لصياغة ذهنية كروية «سوية» كالآخرين؟! فلا معدلات لاعبين تسمح ولا مستويات ولا خبرات تراكمية تشفع، وفي كل مرة نعود لخانة «الصفر»، ويا قلب «لا تحزن»!! «يا الله» إذا كان الاتحاد والهلال يقدمان تلك المستويات والنتائج الهزيلة فما الذي تركاه للبقية؟!! ونحن لا نزال في بداية البدايات!!

كالديرون والاتحاد.. تشعر بأن اللقاء بين هذين الطرفين، فالمدرب يريد التفوق على فريقه السابق.. بطريقة «خلهم علي»... وللأسف خانته الأرصاد الأرجنتينية في الرؤية المركزية للعب، والثاني يريد التفوق على معلمه الذي علمه الرماية ويخرج من متاهة «التعادلات» المملة التي أدمنها الفترة الأخيرة، الهلال أخذها بالطول وبالعرض كما يقولون، فنقطة من على أرض الاتحاد وأمام سيل من جماهيره «غنيمة» لا يوازيها شيء، و«الوقت بدري» والطموح «واجد»، والمباريات المتخلفة للأزرق قادرة على توسيع الفارق بينه وبين ملاحقيه أعانهم الله على سباق القدرة والتحمل، لكن ذلك يجب ألا يدفع الهلاليين للنوم على وسادة الأفضلية خاصة أن الدوري في بداياته، فالطموحات مشروعة والكرة مستديرة والمساحة انتهت... ألقاكم.