كالديرون - أوليفيرا.. مؤتمر صحافي مخجل

موفق النويصر

TT

أعترف أنني لم أحظ بمتابعة دقيقة للمؤتمرات الصحافية التي تعقب مباريات دوري «زين» السعودي إلا مؤخرا، حيث قادني حظي العاثر لمشاهدة المؤتمر الصحافي الذي بثته القناة الرياضية السعودية الأحد الماضي، لمدربي الهلال جابرييل كالديرون والاتحاد توني أوليفيرا، بعد الكلاسيكو السعودي الأخير.

ولا أخفي سرا إذا قلت إن الوصف الأولي الذي طرأ على ذهني وأنا أشاهد فصولا من هذا المؤتمر هو «مخجل»، ليس من جانب الجهة المنظمة أو مدربي الفريقين، بل من قبل الإعلاميين السعوديين الذين حضروا المؤتمر.

فبدلا من سماع أسئلة عن تقييم المدربين للحالة الفنية للفريقين، أو أسباب إهدار اللاعبين للفرص السهلة أمام المرمى، أو مبررات تعرض الكثير من اللاعبين للشد العضلي أثناء المباراة، أو التغييرات التي أجراها المدربان أثناء المباراة، رأينا أحدهم يسأل عن أسباب إخفاق المنتخب في بطولة أمم آسيا، وآخر يستفسر عن توقعات المدربين لوضع الكرة السعودية في المرحلة المقبلة، مما اضطر مدرب الهلال إلى مغادرة القاعة قبل أن يكمل الصحافي مسلسل أسئلته غير المنطقية.

يؤكد ذلك تدارك مخرج الاستديو التحليلي لهذا الوضع والعودة مرة أخرى لضيفي الاستديو الدكتور عبد الرزاق أبو داوود وعادل البطي، لسماع آرائهما حيال اللقاء، ما دام أن الصحافيين الحاضرين للمؤتمر لا يوجد بينهم من يستطيع أن يثري المشاهد بمعلومة مفيدة من أحد المدربين.

الحقيقة أن ما حدث في هذا المؤتمر هو انعكاس حقيقي لحال بعض الصحافة الرياضية في السعودية، التي أصبحت، وللأسف الشديد، مرتعا خصبا لأنصاف المتعلمين، ممن اتخذوا من هذه المهنة وسيلة للتربح وتحسين الدخل المادي.

ويكفي من يتابع أحد البرامج التلفزيونية الحوارية، أن يقف بنفسه على ضحالة المعرفة المعلوماتية التي يتمتع بها من يسمون أنفسهم «إعلاميين»، ولغة الحوار التي يتمتعون بها أثناء مناقشتهم شأنا كرويا. في اعتقادي أن غياب البرامج والخطط المؤسساتية التي تسهم في صقل مهارات العاملين في هذا المجال، ساعد في وصول الإعلام الرياضي إلى هذا المستوى المتدني، إضافة إلى اعتماد الكثير من المحررين الميدانيين على زملائهم في قسم الصياغة لتحويل «الغثاء» الذي تخطه أيديهم إلى مواد مقبولة للنشر. الأمر الذي لا تستطيع أن تخفيه عدسات الكاميرات، وهي تنقل كيف يفكر هؤلاء أثناء وضعهم على المحك.

الأكيد أن هذه العينات يجب أن لا تمنعنا عن الاشادة ببعض النماذج الصحافية التي نجحت في أن تجحز لنفسها مكانا مرموقا، ليس في هذه المهنة فحسب، ولكن في قلوب وعقول المسؤولين والجماهير.

يبقى السؤال الأهم.. هل يلتفت مسؤولو الأقسام الرياضية في الصحف السعودية لهذه الفئة، خصوصا وهم يمثلونهم في المحافل الرياضية أمام الملايين التي تتابعهم عبر الشاشة الصغيرة، أم سنظل على ذات الأدوات القديمة، التي لم ولن تقدم أي إضافة لهذا المجال.

[email protected]