المطوع...!

عادل عصام الدين

TT

تصوروا أن بدر المطوع الذي انضم لصفوف النصر على أمل أن يستفيد منه الفريق في خط الهجوم طلب منه العودة للكويت بحكم وظيفته العسكرية.

وعلى هذا الأساس فإن النجم الكويتي بدر المطوع لا يزال هاويا، ومع ذلك فقد كان أحد الذين تنافسوا على لقب أفضل لاعب آسيوي، بل إن المطوع غادر اليمن إبان دورة الخليج الأخيرة، وحضر احتفال الاتحاد الآسيوي.

في مباراة الشباب والنصر قبل يومين كان أفضل مهاجم كويتي في صفوف النصر، وأفضل مدافع كويتي مساعد ندا في صفوف الشباب، وانتهت المعركة بفوز الشباب على منافسه بهدفين سجل أحدهما الخطير جدا الحسن كيتا.

يبدو أن مساعد ندا لا يعاني من مشاكل من هذا النوع، بدليل أنه احترف في قطر ولعب للنصر والشباب من قبل، وها هو يعود لصفوف الشباب من جديد للعب بجوار تفاريس.

حكاية بدر المطوع أعادتني «لأيام زمان» عندما كانت الكرة السعودية تعاني الأمرين من جراء التزامات اللاعبين.. معظم اللاعبين بوظائفهم أو مدارسهم.

كان «الهم» الأسبوعي.. وربما اليومي لكل إدارة هو كيفية الحصول على «ترخيص» أو «سماح» للاعب بمغادرة عمله أو مدرسته أو كليته.

وما أكثر ما فوجئنا كصحافيين ونحن في الملعب بغياب نجم... بسبب عدم السماح له باللعب !.

هذه أهم فوائد الاحتراف بلا شك. لقد ارتاحت الأندية من مشاكل «أخذ الإذن» !!!.

ارتاحت الأندية... وارتاح اللاعبون بـ «الاحتراف» لكن كرة القدم السعودية لم تنل نصيبها من الراحة، أو أنها لم تستفد كما يجب، لأن اللاعبين اهتموا بحقوقهم وتناسوا وأهملوا واجباتهم.

صار الاحتراف في ملاعبنا «حقوق للاعب... وإهمال للواجبات» وهكذا تدهورت كرة القدم السعودية.

حكاية بدر المطوع من جانب آخر تؤكد أنه لا فرق أحيانا بين «المحترف والهاوي» داخل الملعب. وتألق بدر المطوع أقوى دليل. ثم إن نتائج الكرة السعودية في مرحلة الهواية أفضل بكثير من مرحلة الاحتراف.

في ظل الهواية... كنا نلمس إخلاصا للعبة... وحماسا في المباراة.. وفي ظل الاحتراف.. انشغلنا بحقوق النجوم .. بالانتقالات... «ومقدم» العقد.. والملايين.. والصفقات ونسي اللاعب ـ ما هي «الواجبات» !.

** شاهدت شوطا من مباراة الشباب والنصر، ودقائق من مباراة الهلال والوحدة، ودقائق من مباراة الحزم والاتحاد.

في المباراة الأخيرة.. كأنني كنت أشاهد تصويرا بالعرض البطيء.

إنها «أرضية» الملعب.. وعدم قدرة اللاعبين على الجري أو التمرير.. علاوة على محاولة تفادي الإصابة.

بالتأكيد... لا أحد «في الخارج» يصدق أنه يشاهد بطلا آسيويا في هذا الملعب، ولا أحد يصدق أن الزعيم.. الهلال لعب في نفس الملعب... وكذلك العالمي.. والشباب والأهلي !.

علينا أن «نصلح» ملاعبنا، ونعدل أحوال أنديتنا قبل أن نتسابق ونلهث وراء الاستثمار المزعوم !.

[email protected]