حتى لا نخسر أكثر!

أحمد صادق دياب

TT

* في زمن ما، كان والدي - رحمه الله – يعشق كرة القدم عن بعد.. كان يسأل عن فريقه المفضل سؤالا واحدا: هل فاز أم خسر...؟ ثم يهز رأسه بالعلم بالموضوع.. حين سألته ذات مرة: لماذا لم تعد تشاهد المباراة على التلفزيون؟ كنت أعتقد أن إجابته ستدور حول أنه لا يريد أن يشاهد فريقه يخسر!! لكن الإجابة كانت مختصرة ومركزة حين قال: «لا أشاهدها.. حتى لا أرى أو أسمع مشاهد أو عبارات لا تليق أن نسمعها في بيوتنا». أعتقد الآن أنه لخص مفهوم كرة القدم النظيفة التي نتمنى أن تسود ملعبنا لنتمكن من زيادة شعبية اللعبة ونشرها حتى أسريا، ولا نخجل أن نشاهدها كعائلة معا في منازلنا..

الذين يحضرون إلى الملعب ويتفرغون لمتابعة أخطاء الحكام، والضغط على لاعبي الفريق المنافس بألفاظ وعبارات غير لائقة.. لا يستمتعون بكرة القدم، إنما يفرغون شحنة من الضغوط وبشكل سلبي تجاه الآخرين.

* في كوريا وقبل سنوات، كان الجمهور الكوري يصفق لفريقه الخاسر بالخمسة ويهنئ الفريق السعودي الفائز بكل أدب.. وهذه هي روح الرياضة الحقيقية.

* حضرت قبل أيام في ملعب ستامفورد بريدج مباراة تشيلسي وليفربول التي فاز فيها الفريق الضيف، على الرغم من عشق الإنجليز المعروف لكرة القدم وحماسهم، فإنني لم أسمع عبارة نابية وملأ الأطفال والأسر جنبات الملعب، وهذه هي الروح التي يجب أن تسود ملاعبنا.

* قال لي المحترف الإيطالي سابقا والمدرب حاليا داندوني: «لديكم نوعية مميزة من اللاعبين، لكنهم لا يعرفون ولا يتفهمون متطلبات أن تكون نجما ومحترفا لكرة القدم». على الرغم من عدم اقتناعي في تلك الفترة بما قال، لكني الآن أجزم بأنه كان على حق، لأننا لا ندرس طلابنا الصغار كرة القدم على أنها صناعة حديثة وليست مجرد لعبة.

* الذين اتفقوا على أن الحكم البلجيكي ارتكب سلسلة طويلة من الأخطاء ضد الاتحاد والهلال في المباراة الماضية، يجب أن يعذروا الحكم السعودي ولا يقسوا عليه ليتمكن من تقليل أخطائه.

* العمل على تصحيح مفهوم التشجيع الرياضي الإيجابي، هو المهمة الأولى للإعلام الرياضي الناضج، لا المشاركة في تشجيع المظاهر السلبية في الملاعب.

* لو كان الأمر بيدي لوضعت قانونا يفرض على المحترف السعودي ورؤساء الأندية والإداريين حضور دورات وورش عمل، تخصص بالكامل لكيفية التعامل مع أخلاقيات كرة القدم ومع الإعلام ومع الحكام والجمهور، وجعلتها إلزامية لكل المحترفين.

* لنضع أيدينا معا ونمارس كرة القدم كصناعة راقية بالعمل لا بالكلام.

* ما زلت متفائلا بالمستقبل الكروي لدينا وأنا أشاهد هذا الحماس والتنظيم المميز الذي يسير عليه الأمير نواف بن فيصل الرئيس الشاب الذي يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.