الدوري وتألق اللاعبين الإيطاليين

لويجي غارلاندو

TT

لقد أحرز ماتري هدف الفوز لليوفي وحقق له النصر وهو يضع يده في جنبه مثل نابليون. وأصبح اللاعب الذي انضم إلى اليوفي بعد فشل صفقة ضم باتسيني هو أبرز لاعبي الفريق وأكثرهم جماهيرية في الوقت الحالي. ولم ينجح إيتو في إحراز أية أهداف وأهدر هدفا محققا والمرمى خالٍ من حارسه، رغم أنه هداف الإنتر الأول الذي لم يتوقف عن تسجيل الأهداف الحاسمة منذ بداية الموسم. ومع فوز اليوفي وهزيمة الإنتر توقفت انتفاضة الأخير وسعيه لملاحقة الميلان بعد ارتفاع الفارق إلى 8 نقاط، واقترب اليوفي من منطقة التأهل لدوري أبطال أوروبا.

لقد تأكدنا بالفعل بعد الجولة الـ25 أن البطولة هذا الموسم أشبه برجل ضعيف الذاكرة يستيقظ كل صباح من نومه ليكذّب ما قاله بالأمس. فبعد أن حقق فوزا عريضا على روما وأدى عرضا رائعا قبل بضعة أيام ودفع معظم مدربي الدوري إلى ترشيحه للفوز باللقب، تعرض الإنتر لهذه الكبوة في تورينو، وبغض النظر عن الهزيمة جاء أداؤه سيئا ومتأثرا بالجهد الكبير الذي بذله في المباريات السابقة. وحقق الميلان، الذي بدا عليه الإرهاق في الجولة الماضية أمام جنوا، فوزا كبيرا عندما أمطر شباك بارما بـ4 أهداف ليوسع الفارق بينه وبين الإنتر إلى 8 نقاط، ويحدوه الأمل الآن أن يبقى هذا الفارق كما هو نظرا لأن الإنتر سيواجه غدا فيورنتينا في اللقاء المؤجل. وكان اليوفي بعد هزيمته الكبيرة في الجولة الـ23 أمام باليرمو قد خرج من منطقة التأهل لأية بطولة أوروبية، وهو ما أثار جدلا كبيرا بين جماهيره. لكن فوزه الأخير على الإنتر جعله يقترب من التأهل لدوري أبطال أوروبا (المركز الرابع) حيث لم يعد يفصله عنها سوى 3 نقاط، وهو ما يعني الفوز في مباراة واحدة. لكن بطولة الدوري الحالية ضعيفة الذاكرة لم تنسَ شيئين أساسيين وقد أكدتهما أيضا في الجولة الـ25. الشيء الأول هو أن نابولي وأودينيزي فريقان رائعان وصلا إلى مرحلة اللا عودة في أحلامهما ولن يوقفهما أحد. والثاني هو أن البطولة الحالية تعتبر بمثابة قصة ممتعة ومسلية لأنها تقدم أحداثا مختلفة وغير متوقعة في كل فصل من فصولها.

وأبرز ما يجب إلقاء الضوء عليه في هذه القصة هو أبطالها الإيطاليون. لقد بدأت بطولة الدوري باعتبارها منافسة رائعة بين إبراهيموفيتش وإيتو، وبعد ذلك دخل كافاني لاعب نابولي في الصورة بقوة. لكن الجولة الـ25 أبرزت بشدة وجود لاعبين إيطاليين مميزين بعد تألق كاسانو مع الميلان والمستوى الرائع والهدف الذي أحرزه ماتري لليوفي. وانضم كلا اللاعبين إلى فريقيهما مؤخرا خلال سوق الانتقالات الشتوية، وهو ما يوضح أن بطولة الدوري هذا الموسم قد تُحسَم بفضل الدعم الذي تحصل عليه الفرق أثناء البطولة، مثلما يحدث عادة في بطولة الفورميولا 1 للسيارات. وكان كاسانو هو اللاعب الذي اعتمد عليه المدرب الجديد للمنتخب الإيطالي برانديللي منذ اللحظة الأولى لتوليه تدريب الآزوري، وسيصبح ماتري هو الوجه الرابح الجديد مع المنتخب. فقد استدعاه المدير الفني للمباراة الودية أمام منتخب ألمانيا الأسبوع الماضي ولم يدفع به فقط من أجل تجنيبه التعرض لموقف مؤثر جديد بعد انتقاله مؤخرا إلى اليوفي، لكنه سيراقبه جديا خلال الفترة الجديدة وسيضعه على رأس اهتماماته. وفي باليرمو تفوق الإيطالي جيلاردينو على مهاجمي فريقه فيورنتينا وسجل هدفا، وكذلك فعل مونتوليفو الذي هيأ الفوز للفريق. باختصار عكست الجولة الـ25 من الدوري الإيطالي الأداء الرائع لمنتخب إيطاليا في دورتموند أمام منتخب ألمانيا. ولم يقتصر التألق في مباراة اليوفي على ماتري، بل ظهر كل من بارزالي وبوفون بمستوى طيب للغاية. وسجل دي ناتالي مهاجم أودينيزي هدفا هو الآخر ليستمر في مطاردة كافاني على لقب هداف الدوري. ورغم أن نابولي يعتمد بصورة شبه كاملة على الثلاثي الأجنبي، فإن الفريق سيبدأ منذ الآن في الدفع أيضا بالإيطالي ماسكارا بعد أن أصبح لافيتسي مهددا بالإيقاف. وفي هذه القصة الرائعة التي تحمل عنوان دوري الدرجة الأولى الإيطالي هناك الكثير من الصفحات الجيدة كُتبت بأيدٍ إيطالية. ونتمنى أن يستمر تألق الإيطاليين في البطولات الأوروبية مع انطلاقها مجددا هذا الأسبوع.