على الفرق أن تحذو حذو برانديللي مع المنتخب

أريغو ساكي

TT

عادت الفرق الإيطالية الكبرى إلى المشاركة في المنافسات الأوروبية، حيث ينتظرها العديد من المواجهات الصعبة، ولكنها ليست بالمستحيلة. ويتضمن جدول الشامبيونز ليغ لهذا الأسبوع مباراتي الميلان - توتنهام وروما – شاختار، بينما سيلعب الإنتر مباراته أمام بايرن ميونيخ في الأسبوع المقبل. أما بالنسبة إلى منافسة الدوري الأوروبي، فلم يتبق بها إلا نابولي بعد خروج سمبدوريا، يوفنتوس وباليرمو في مراحل سابقة، ومن المنتظر أن يخوض فريق ماتزري مباراة مهمة للغاية أمام فياريال في القريب العاجل.

ولا شك في أن المنافسات الأوروبية ستكون هي المعيار الأمثل للحكم على مستوى كرة القدم الإيطالية في المرحلة الحالية، بيد أنها ليست المعيار الوحيد. ففي الأسبوع الماضي، قدم المنتخب الإيطالي، من خلال المباراة الودية التي خاضها أمام نظيره الألماني، إشارات مهمة نأمل أن تكون هي بداية شرارة الصحوة الفنية التي نطمح إليها جميعا. وعلى الصعيد الشخصي، تعتريني حالة من الفضول حيال ما يمكن أن يحدث في المرحلة المقبلة، فكرة القدم التي نراها في الدوري المحلي، عدا حالات قليلة للغاية، تختلف تماما عن كرة القدم العالمية في العديد من الجوانب، من بينها العقلية والقناعات المحلية التي تهيمن على الدوري الإيطالي. فعلى الرغم من اعتماد رياضة كرة القدم على الهجوم منذ نشأة هذه الرياضة، فإنها تحولت إلى رياضة دفاعية من الطراز الأول، حيث تجردت من طابعها الجماعي تماما، وتخلت عن مبادئ التناغم، لتصبح مهمة الهجوم مقتصرة على اثنين أو ثلاثة من لاعبي الفريق، بينما يقوم الآخرون بالدفاع عن شباك الفريق.

وفي إيطاليا، قد يندر أن ترى 11 لاعبا يشاركون في عمليتي الهجوم والدفاع بدرجة عالية من التفاعل والتناغم، وهو ما يجعل الهيمنة في الملعب والاستحواذ على الكرة من نصيب الفرق المنافسة دائما. وبذلك، يتضح أن الطابع الغالب على كرة القدم الإيطالية هو الحذر وبالتالي افتقاد عنصر المبادرة، بالإضافة إلى الاهتمام المبالغ به في الفوز بالمباريات دون الالتفات إلى جودة الأداء من عدمها، ولكن هناك أيضا ما يميزها عن غيرها وهو العزيمة القوية والصلابة وتطور الروح القتالية بشكل كبير في الآونة الأخيرة. من جهة أخرى، لا يمكننا أن ننكر فضل الاعتماد على الدفاع المحكم والهجمات المرتدة في تحقيق العديد من الإنجازات، ولكننا لم ننجح في فرض سيطرتنا على منافسينا قط. ولهذا، لا يمكننا أن نشعر بالأحقية أو الأفضلية عند الفوز بأحد التحديات المهمة. أما في حال الهزيمة، فنحن لا نتردد في إسدال الستائر السوداء على كل شيء.

إنني لا أعرف حقا إذا ما كان الوضع الحالي هو السبيل الصحيح إلى التغيير والتطوير أم لا، على الرغم من نجاح هذه الطريقة في الماضي، ولكنني أرى أن الاستثناء الجميل الذي قدمه برانديللي ولاعبوه في مواجهة ألمانيا هو النموذج الذي يتعين على الفرق الإيطالية والمنتخبات الشابة الاحتذاء به. لقد كانت مباراة ألمانيا واحدة من المباريات القليلة التي ظهر بها منتخب الآزوري بصورة إيجابية ومختلفة مقارنة بما نراه في الدوري المحلي. وأتمنى أن تقدم الفرق الإيطالية هذا الأداء المميز في أوروبا، وأن تتسلح بروح الفريق والأداء الجماعي، فمن ينجح في الاستحواذ على الكرة والهيمنة على الملعب، يكون النصر حليفه في النهاية. وآمل أن أرى فرقا إيطالية متماسكة ومسلحة بكل العوامل اللازمة لتحقيق الهدف المنشود.

وأخيرا أتمنى التوفيق للجميع.