استمرارا للحملة الهلالية على لجنة الانضباط، انتقد الأمير نواف بن سعد، نائب رئيس نادي الهلال، الأربعاء الماضي، حكام لقاء مباراة فريقه أمام الأهلي، ضمن بطولة كأس ولي العهد، التي كسبها الهلال بضربات الترجيح، بعد أن انتهت أشواط المباراة الرئيسية والإضافية بنتيجة 2/2.
الأمير نواف أكد خلال تصريحه التلفزيوني لقناة «الرياضية» السعودية، أنه غير متيقن من بعض الحالات التي ذكرها، كونه كان إلى جانب الجهاز الفني والإداري على دكة الاحتياط، ولكنه يطالب القناة بالبحث عنها وتسليط الضوء عليها «ومن ثم نرى ما هو رأي لجنة الانضباط حيالها».
في تقديري أن هذه المباراة تعد من أفضل مباريات الموسم الكروي على الإطلاق، ليس من حيث الأداء الفني أو عطاء اللاعبين فحسب، بل أيضا من قبل حكام اللقاء، الذين كانوا في كامل عطائهم وتركيزهم، وأكاد أجزم أنني لم أشاهد الدولي خليل جلال ومساعديه بهذا الهدوء منذ سنوات طويلة، مما انعكس إيجابا على اللاعبين والجماهير، رغم الصخب الإعلامي الذي سبق المباراة.
شخصيا أعتقد أن تصريح نائب رئيس الهلال جانبه الصواب لعدة اعتبارات، أولها أنه لم يكن متيقنا من صحة معظم الحالات التي ذكرها، فكان الأولى به إرجاء تصريحه إلى اليوم التالي، بعد أن يكون قد شاهد المباراة مرة أخرى، ومن ثم التيقن من هذه الحالات. ثانيا هو يعلم أيضا أن أفضل الحكام هو أقلهم أخطاء وليس عديم الأخطاء، وبالتالي يكون من المقبول حدوث بعض الأخطاء التقديرية. ثالثا معظم الحالات التي ذكرها الأمير نواف لم نشهد لها أي رد فعل مباشر من اللاعبين أو الجماهير، وبخاصة حالة الإعاقة التي تعرض لها اللاعب أحمد علي، مما يؤكد أن وقوع اللاعب كان نتيجة احتكاك قانوني مع المدافع الأهلاوي على الكرة.
الأكيد أن الأمير نواف بن سعد لم يطلق هذا التصريح لدفع ظلم وقع على فريقه في المباراة بقدر ما هو لتسجيل موقف ضد لجنة الانضباط تحديدا التي عاقبت لاعبه الروماني رادوي الأسبوع الماضي. غير أني أكاد أن أجزم أن مثل هذه التصاريح لم ولن تخدم الكرة السعودية، خاصة أنها أصبحت وسيلة يلجأ إليها مسؤولو الأندية للضغط على لجان اتحاد الكرة والحكام، قبل أن يتلقفها الشارع والإعلام الرياضي، لتتحول إلى كرة ثلج تلتهم كل ما هو في طريقها.
لذلك فإن العقلاء في الأندية واللجان العاملة باتحاد الكرة، مطالبون قبل غيرهم بتجاوز حالة التوتر القائمة بين الطرفين، والعمل على خلق أرضية جديدة قائمة على الثقة والاحترام إن أردنا أن نرتقي بالكرة السعودية.