هم يرفضون ونحن مطمئنون!

مساعد العصيمي

TT

بادئ ذي بدء أشكر الله أن يسر لنا من بين ظهرانينا من تألفه قلوبنا وترتاح له أبصارنا نؤيده ونسانده، ليس إلا أن عدلا قد أرساه وحبا قد أشاعه، ورخاء عممه لمن أراد فلاحا.

وحين نقول: عبد الله بن عبد العزيز، فنحن نشير إلى الملك الصالح الذي يعيش محنة أمته، ويسعى لرخاء دولته، القائد الذي اجتمعت القلوب على حبه.

أما لماذا نحن كذلك إزاء عبد الله بن عبد العزيز؟، فهو لم يسرق صوتنا ولم يحتكر اقتصادنا، ولم يناد بالعدل ويضعه سبيلا لما يريده، هذا الرجل الملائكي ابن هذه الأرض ملكا أبا عن جد عن جد، لم يسرق حكما، ولم ينتزع أرضا، لذا لم أستغرب حينما خرجت الرياض لاستقباله بعد تعافيه مما ألم به، نحن هنا في السعودية لسنا ليبيا ولا تونس ولا حتى مصر، نحن نعيش نمطنا وحياتنا وفق ما عرفناها، بل وخبرناها، لم يجيشنا مندس، ولم يقفز على هرمنا عسكري، لذا حياتنا تنامت وفق ما نريد، وارتقت في ظل بركة الأرض الطاهرة، فعشنا الخير ونعمنا به، وفق أن لكل مجتهد نصيبا، من يسعى يجد، ومن يركن للخمول والبطالة فسيعش في كنفها مهزوما، هي سبل ميسرة للجميع.

لا نصادر على أحد تفانيه في الخروج من مأزقه، لذا حيينا شباب مصر وتونس وليبيا، ورفعنا القبعة احتراما وتقديرا لهم، لأنهم من عاش المأزق وعرف ألمه، هم يطالبون بالحد الأدنى من حقوقهم. ويتهمون حكوماتهم بالفساد، وحين يفعلون ذلك فهم ينتصرون لبلدهم وكرامتهم، بل ولمستقبلهم ومستقبل أجيالهم المقبلة، على أقله ليكونوا في حال الاستقرار الذي نعيشه نحن، نحن الذين لم نقبل أن يزايد علينا عسكري، ولم يكذب علينا آيديولوجي، ولم نسمح لكائن من كان أن يدق الإسفين بيننا وبين قيادتنا.

أنا كسعودي أشعر بالفخر، لأن لا دبابة تقترب من بيتي، ولست في سجن كبير، بل مكان فسيح يتسع للجميع خيرا ونماء، وعليه هل من مزايد على أهل السعودية؟ فليفعلوا ذلك، لأن رجع الصدى سيصلهم قويا من فرط رفض سيصم آذانهم ويذهب بأبصارهم، فليزايدوا، وليستفزوا، لكن فينا نحن لن يجدوا مأربهم، لأن علاقتنا بنيت على المصداقية، لا الانقلابات، وتصدير الثورة، وسيل الدماء، نحن امتداد جميل متلاق، عبرنا عنه بتجل حين عودة القائد، فرددنا تجاه العرب الخانعة تحت أقدام العسكر أو البلطجية، أن قوموا أنفسكم وأخرجوها من قمقم الذل، لكي تتنفسوا من نفس العبق الذي نشتمه.

نقول لأولئك الذين سحقتهم «بساطر العسكر»، ويتمنون أن يكون الجميع تحت هذا «البسطار»: متى نتخلص من صمم في آذاننا، ونحل عقدة في لساننا، وتلك الغشاوة عن عيوننا، لنصبح أمة تعي ما تقول حين تتكلم وتفهم ما تسمع حين تصغي، وترى بوضوح من هم أصحاب النعيم المتنعمون بالخير من جراء صلاح ولاتهم، تعرف أين الخير وتسعى لحذو حذوه؟

[email protected]