(المكرمة الملكية)... خطوات للأمام!

هيا الغامدي

TT

في عالم تتنازع فيه الأطراف الداخلية بين شدٍ وجذب، حيث تعظم الفرقة، ويشتد القهر والخلاف، تنعم بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية بأمن ورخاء وازدهار ولله المنة من قبل ومن بعد، وكيف لا تكون وقائدها ملك عظيم أبي، أسكن الشعب بقلبه وعقله، فبادلوه الولاء حباً بحب، إلهي وقد أنعمت علينا بتلك النعم نحمدك في وقت يشتعل فيه (الشرق الأوسط) فرقى وخلافات أهلية، تدعوا لإسقاط أنظمتها، وتندد بها جهارا نهارا، يثلج المشهد الذي غطى أرجاء الوطن شبرا شبرا احتفالا بعودة قائد الأمة .. الوالد عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله ونصره) رجل السياسة والاقتصاد، عضيد الشعب وحبيبه.

عاد المليك وعادت بعودته الروح لكل شبر من هذه الأرض المباركة الطيبة، فكيف وهو يعود محملا بجزيل العطاء والمغانم، التي تحمل معها بشائر السعد والخير والفرح لكل مدينة وهجرة من الوطن، لعمري فأكبر وأكثر الغنائم إبهاجا للشعب السعودي النبيل عودة قائدها سالما معافى لأرض الوطن، وقد قر برؤيته عيون شعبه وقلوبهم والحمد لله.

عودة سيد الأمة حملت بين طياتها كثير من المفاجآت والخير والعطاء، فالدلائل دامغة على مدى حب القائد لشعبه، وإحساسه بنواحي الحاجة لديهم، كما هو إحساسه بذاته الإنسانية، المكرمة الملكية التي تفضل بها لأبنائه الرياضيين، ودعم الأندية السعودية بمختلف درجاتها بمبلغ 466 مليون ريال، هو مطلق الإحساس الأبوي الكريم بحاجة قطاع الرياضة والشباب (لإحداث نقلة)، في جانب مهم من جوانب الأندية المختلفة (الجانب المادي)، وهو عصب كل تخطيط وتطوير وتأثير ايجابي.

إن حكومتنا الرشيدة وهي تجزل العطاء بهذا الجانب، كانت قد وضعت (حجر الأساس) ونقطة الانطلاق خطوات للأمام للرياضة السعودية، وأصبحت الكرة الآن بملعب الأندية السعودية، التي يجب أن تحمل على عاتقها (مسؤولية التوزيع) لتلك الأموال، وليس ذلك فقط بل كيفية –استثمارها- في الحيز الذي يجعل من الاستفادة منها موردا عذبا مستمرا ومتواصلاً، والأكيد أن ذلك كله يعتمد وإلى حد كبير على (الإدارة)، فالإدارة الحكيمة هي التي تستطيع وضع استراتيجيات مبنية على دراسات متأنية ومتواصلة في كيفية فهم آلية الصرف والتنمية، والاستثمار الأمثل سيفتح طاقات ايجابية، وسيكون (باب رزق) للموارد البشرية والخدماتية أيضاً، من تحديث للمنشآت والملاعب وملحقاتها، وتسديد رواتب متأخرة.. وديون.

حفظ الله مليكنا في أتم صحة، وألبسه لباس العافية والسؤدد، ووفقه وبطانته لكل ما فيه خير وصلاح الأمة، وفي السياق أعجبتني فكرة تحصين ملعب جدة بسورين يمنع الطوق الأمني من القدرة على تسلق الجديد، الفكرة جيدة ولكنها -كحل مؤقت- مقبولة، لكن لا تغني عن الملعب الجديد، ملعب الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي لا نزال نتطلع لرؤيته على أرض الواقع، منشأة عظيمة تستضيف المملكة على ميدانها أقوى الفرق، وأكبر الأحداث... قولوا يا رب!.

[email protected]