علة الأهلي؟!

مساعد العصيمي

TT

كنت أتساءل بعد مباراة الاتحاد والأهلي.. ماذا لو كان الأهلي بحظ أفضل؟ لكن سرعان ما تجاوزت هذا التساؤل إلى آخر على النحو التالي.. ماذا لو كان الأهلي بثبات أكثر؟

والمقصود هنا ليس ثباتا واحدا.. بل فني وعناصري.. ونفسي.. ويبدو أن هذا هو ما أضر بهذا العريق ، فمن فرط توتر نفسي يعيشه فهو قد أفضى إلى سحب الثقة من لاعبين كبار كان لهم نصيب من التألق فور مغادرتهم أبواب الأهلي.. أيضا.. ليس هناك جهاز فني مستقر على الرغم من أن الأفضل هم من حضروا إليه.. لكنه أكثر من يجتمع بهم ويناقشهم بل ويقصيهم!

في مباريات كثيرة.. أجد الأهلي الأعلى صوتا شكوى من التحكيم.. بل إنه يزيد وكأنك حين تسمع الخطاب أو الرأي المنتمي لهذا النادي أن هناك مؤامرة تحاك ضدهم.. ومع إيماني بأنهم عانوا الأخطاء إلا أن الآخرين عانوا أيضا وبدرجات مماثلة.. لكن هنا تظهر قدرات من يستطيع تجاوز الخطأ أو من يقبع تحت توتره!

الأهلي قادر على أن يكون في عداد المفضلين.. ليس محليا بل قاريا.. فهو يملك الأدوات والمال.. والمحبين الذين لا يثنيهم شيء عن خدمته.. لكن ظل الثبات النفسي ما يحتاجونه في رحلتهم الكروية.

الأهلي يملك المميزين.. ولا أتذكر خلال أي عام من العشرين الماضية إلا وللأهلي نصيب كبير من القائمة الرسمية لمنتخب السعودية الأول.. لكن ما بال هذا العملاق حتى غير قادر على تجيير الفرص لمصلحته.. وفي النهاية يظل متحسرا نادما.. وقد تبدو التفسيرات غريبة مريبة فها هو أهلاوي ممن مارسوا الكرة عشقا وحبا في هذا النادي الكبير خلال حقب سابقة.. يهاتف كاتب هذا السطور.. لتأكيد أن ما يعانيه الأهلي هو أكبر من كونه حظا.. أو «سوء دبرة» مع اللاعبين والمدربين.. وكأنه يشير إلى أشياء لا يقبلها العقل والمنطق.. وعليه فكلامه مردود عليه.. لأن ما رمى إليه في عرف من يؤمنون به هو شيء مستمر وقاصم.. والأهلي حقق البطولات وعرف الانتصارات حتى إلى ما قبل خمسة مواسم.. فأي تفكير أحمق يعشعش في رؤوس بعض منتمين لهذا العريق؟

أقول إن الأهلي لا يحتاج إلى العاطفة.. بقدر ما يحتاج إلى التعامل الاحترافي الحقيقي مع لاعبيه ومدربيه.. أيضا لغة التوتر الدارجة في ثنايا الخطاب الأهلاوي.. أجزم بأنها تزيد الأمر سوءا وتضر العمل والتخطيط المستقبلي.. فمثلما عانى الأهلي في النهائيات سوء القرار التحكيمي، فغيره عرف مآسي من جراء ذلك.. واسأل الأكثر إنجازا الاتحاد والهلال.. لكن كيف تجاوزا.. وعادا أكثر ألقا.. فيحتاج الأمر إلى رؤية أخرى.

تلك رسالة محبة إلى هذا النادي العريق.. الذي.. ليس العام هذا ولا الذي قبله وقبله.. بل هو دائما ما يملك أدوات التفوق.. لكن يبقى السؤال في كيفية إدارة هذه الأدوات.. ولكي يبلغ الأهلي شأن التفوق.. فلا بد أن يعيد ترتيب خطابه وتعامله مع المنتمين له والآخرين من جديد؟!

[email protected]