الدنبوشي.. وانكسارات الأهلي!

عبد العزيز الغيامة

TT

كان يقول إن ثمة أشياء أخرى كانت سببا في فوز الاتحاد على الأهلي.. بينما كانت جماهير الاتحاد، وهي تخرج من الملعب تضحك، وتقول إن «الدنبوشي» ما هو إلا عذر للخاسر، أما أنا فأقول: وهل هناك عاقل يؤمن بأن السحر أو «الدنبشة»، كما نردد في مجتمعنا الرياضي، قادر على جلب الفوز لفريق على حساب آخر؟!

بالنسبة لي لست من يقول مثل ذلك، لأن العاقل البعيد عن مثل هذه «الهرطقات والخزعبلات» يعرف أن الفوز عناوينه كثيرة، منها العمل الجاد والرغبة المستمرة في تحقيق التفوق، وقبل ذلك أهم شيء، وهو الحظ!

لو كان «الدنبوشي» أو ما يسمى بالسحر ينفع في كرة القدم لاستفادت منه الهند ودول عرفت بانتشاره فيها.. بل إن الأمر سيشمل عشرات المنتخبات أو الفرق في مناطق كثيرة في العالم، ولكنهم، أي «معقل السحر» وغيرهم، يؤمنون بأنه مجرد محاولات فاشلة لا فائدة منها!

ما جرى في مباراة الاتحاد والأهلي يحدث في عشرات المباريات.. قدمت البرازيل أجمل أداء وتكتيك في كأس العالم عام 1982، لكنها خرجت خائبة من ربع نهائي المونديال.. أصيب كل عشاق الكرة الجميلة بالصدمة والحسرة لخروج نجوم السامبا في تلك البطولة الكبرى، لكنهم لم يقولوا إن السبب «دنبشة» إيطالية أو فرنسية أو حتى ألمانية!

في ديربي جدة الكبير: لعب الأهلي وكسب الاتحاد.. كان هذا هو العنوان المعبر الذي عنونت به «الشرق الأوسط» تلك المواجهة المثيرة.. بالنسبة لي استمتعت كثيرا بجمالية الأداء الأهلاوي.. أتدرون أن بعض الفرص الضائعة تُعجَب بها أكثر من إعجابك بكرة وهي تتهادى إلى الشباك كهدف؟!

سألني أحد عشاق الكرة عن أجمل أهداف ماجد عبد الله - السهم الملتهب - في سنوات المجد الخالية، فقلت له تلك التي يجعل من خلالها كبار المدافعين يتساقطون أمامه ووراءه، ثم يسدد في القائم أو العارضة أو خارج المرمى، وحينما كنت أرى فرص الأهلي الضائعة كنت أراها أجمل من الأهداف التي عادة ما يسجلها لاعبوه، وربما لا يتجاوزها جمالا سوى هدف الجزائري زيايية!

لذة كرة القدم في خسارتها، وفي انتصاراتها.. في انكساراتها وأفراحها.. قدم الأهلي في رأيي أجمل كرة منذ سنوات، وهو بلا مدرب أو قارئ جيد لما يحدث داخل الملعب.. أتدرون يا هؤلاء ماذا يعني ذلك؟! يعني أن مشكلة القلعة ليست في الملعب ولا في دكة البدلاء.. ولن أقول أين المشكلة، لأن اللاعبين والمقربين هم فقط من يعرفون!

مخجل جدا ونحن في الألفية الثالثة أن نخسر مباراة بأداء راق ثم نرمي بالعلة على أشياء بعيدة عن كرة القدم.. لأن ما حدث ليس نوادر كما يرددون، بل هي حالة يعيشها كل عشاق الكرة، إلا إذا كانوا لا يشاهدون إلا دوري زين!

[email protected]