الفردية سبب أزمة الفرق الإيطالية أوروبيا

لويجي غارلاندو

TT

في أحد حواراته التلفزيونية صرح إبراهيموفيتش قائلا: «لقد كنت مستعدا للقتل إذا طلب مني مورينهو ذلك، لأنه كان ينجح في تحفيزي بصورة كبيرة». وهي عبارة قوية تتواءم مع فكرة المهاجم السويدي إبراهيموفيتش عن نفسه باعتباره محاربا لا صبغة ولا قانون له. لكن هناك أجزاء أخرى من هذا الحوار تبدو أكثر أهمية مثل «ما فائدة المدربين إن لم يكن تحفيز اللاعبين؟» و«لقد كانت هناك طريقة لعب مميزة مع غوارديولا، لكن المدرب يجب أن يعدل هذه الطريقة لتناسب اللاعبين، لا سيما إذا كان ثمن أحدهم 70 مليون يورو» و«أنا في قلب مشروع نادي الميلان». لقد فاز إبراهيموفيتش في إيطاليا ببطولة الدوري في كل موسم شارك فيه وكان يسجل الأهداف على الدوام. وقد فاز بلقب الدوري أيضا في إسبانيا، لكن عملية زرعه في جسد فريق برشلونة الكبير قد واجهت رفضا من هذا الجسد. إن إبراهيموفيتش لاعب مثالي للعب في إيطاليا من الناحية الكروية. وتساعدنا أفكاره على فهم آفات كرة القدم الإيطالية بشكل أفضل.

إن إبراهيموفيتش يتساءل: «ما فائدة المدربين إن لم يكن تحفيز اللاعبين؟». وفائدتهم هي تحسين أداء الفريق على سبيل المثال. ونقل مفهوم اللعب الجماعي للاعبين وتدريبهم عليه، مما يسمح حتى للاعبين الأفذاذ، مع احتفاظهم بحرية الإبداع الفردي، بالانسجام والانخراط داخل الفريق. وهذا هو ما يفعله غوارديولا منذ سنوات مع فريق برشلونة وفينغر مع فريق الآرسنال. وهو ما نجح فان غال في فعله مع جميع الفرق التي دربها والذي فعله ساكي أيضا بتطوير كبير. لقد وصف إبراهيموفيتش في هذا الحوار غوارديولا بـ«الفيلسوف» بلهجة ساخرة للتقليل من شأنه. لكن غوارديولا لا يحتاج إلى النظر للاعبيه والشرر يتطاير من عينيه من أجل تحفيزهم. فتشابي وأنيستا وبيدرو يجدون التحفيز والحماس في متعة اللعب بطريقة تليق بفريق برشلونة ويستمدون قوتهم من هذه الفكرة ولا يحتاجون لشخص يصرخ في آذانهم قائلا: «أنت رقم واحد! اذهب واقتل». إن تحفيز اللاعبين في عالم كرة القدم الحالي، المليء بالارتباطات والالتزامات الصعبة، يعتبر أمرا أساسيا لأي فرق. ومورينهو أستاذ في هذا المجال، لكنه لا يقتصر على ذلك بل يمنح الفريق الذي يدربه أداء مميزا. لقد دخل فريق اليوفي مباراة الإنتر وهو مفعم بالحماس والرغبة في دحر خصمه، لكنه بعد ذلك سقط أمام فريق ليتشي بعد أن نفدت طاقته العصبية. إن أكثر ما يميز كرة القدم الإيطالية هو الحماس الشديد لحد الشراسة، لكنه متقطع وغير دائم، والاعتماد على المهارات الفردية الرائعة لدى لاعبين مثل إبراهيموفيتش وإيتو وكافاني. وقد قال إبراهيموفيتش ذلك بوضوح عندما صرح: «الميلان كله من حولي». إننا في إيطاليا نفتقد إلى الأداء الذي يمنح الطمأنينة والاستمرارية لأننا نفتقد إلى المعلمين العظام. فأنشيلوتي وكابيللو وسباليتي وأفضل المدربين الإيطاليين في المنفى. وانتقل موقع الأستاذين كابيللو وسباليتي في فريق روما إلى مدرب لفرق الأطفال. وليس من الغريب إذن أن يواجه إبراهيموفيتش صعوبة بالغة في دوري أبطال أوروبا مثل باقي الفرق الإيطالية.