يا أهلي.. كما تدين تدان!

عبد العزيز الغيامة

TT

شرب الأهلي، أمس، من الكأس نفسها التي شرب منها اتحاد غانا لكرة القدم في سبتمبر (أيلول) الماضي، فكما وقعت إدارة الأهلي مع المدرب الصربي ميلوفان رايفتش قبل أشهر، في الوقت الذي كان الأخير قد وقع على عقد مبدئي مع الاتحاد الغاني لكرة القدم، بحسب التصريحات الرسمية التي كان يرددها مسؤولو غانا، عاد ميلوفان للتوقيع مع الاتحاد القطري لكرة القدم، بعد أن قدم استقالته إلى مسؤولي القلعة، وذهب إلى الدوحة ليوقع عقده الرسمي ظهر أمس!

في رأيي لا يمكن للأهلاويين أن يدينوا الاتحاد القطري لكرة القدم، ولا حتى مدربهم السابق ميلوفان، على اعتبار أن الأخير قدم استقالته بموافقة إدارة الأهلي السعودي، وقبل ذلك دفع الشرط الجزائي البالغ 532 ألف يورو، وترك المؤتمر الصحافي وهو يعانق طارق كيال بالأحضان والابتسامات. بالنسبة لي لا أستسيغ هذه النوعية من المدربين، بيد أن إدارة الأهلي كانت تدرك هذه الصفة، وانطباقها على مدربها السابق، وعلى الرغم من ذلك هرولت إليه ووقعت معه، وأجزم أنها كانت تعرف أنها ستتعرض لموقف مشابه في وقت ما، لكنها لم تتوقع أن يكون في هذه الفترة بالتحديد!

تلويحات الأهلاويين بأنهم سيشكون المدرب، أو الاتحاد القطري إلى «الفيفا» أمر لا معنى له، ما دام النظام الدولي لا يعاقب هذه الفعلة؛ فهو في النهاية لا يدخل في إطار نظام اللاعب الذي لا يمكن أن يوقع مع نادٍ، وعقده سارٍ مع نادٍ آخر إلا إذا دخل في الفترة المحظورة، أو انتهى عقده، أما المدرب فالأمر يختلف تماما؛ لأنه يعتمد على الأخلاقيات، والشروط الجزائية. وقع المدير الفني البلجيكي إيريك غيريتس مع منتخب المغرب من دون أي احترام للهلال ولإدارته ولجماهيره وحتى لكلمته، وعلى الرغم من ذلك بالغ الهلاليون بمن فيهم الإدارة بأنهم قادرون على إيقاف المدرب، وفي النهاية ذهب إلى الرباط من دون أي عقوبات تنتظره، ليكون فقط كلاما في الهواء، وإن كنت أرى أن هناك فرقا في الحالتين، لكن الوضع في النهاية يقوم على مسألة قدم استقالتك، وادفع الشرط الجزائي. نوعية ميلوفان ليست جديدة علينا؛ فالفرنسي ميتسو ذهب إلى اتحاد جدة، وتركه منتقلا إلى المنتخب الإماراتي قبل أن يترك الأخير هكذا عنوة، ومن دون سابق إنذار، ليفاجأ الإماراتيون بتوقيعه مع الاتحاد القطري لكرة القدم!

مشكلتنا الرئيسية أننا ننظر إلى حالنا، ولا ننظر إلى حال هؤلاء المدربين.. هم يبحثون عن الأفضل، كما أنت تبحث عن الشيء ذاته.. حينما تختار ميلوفان رايفتش مدربا لفريقك وتوقع عقدا رسميا معه لعامين أو لأربعة، ثم فجأة تقيله (تطرده) من منصبه بعد 4 أشهر أو 8 أشهر، فإن القانون هنا يقف معك، وكل ما في الأمر «ادفع الشرط الجزائي»، لكنك في الوقت ذاته تستكثر هذا الفعل عندما يصدر من المدرب؛ لأنه تلقى عرضا أفضل، ونوعية عمل أفضل، وعقليات ربما تكون أفضل.. عجبي!!

[email protected]