النصر الآسيوي!!

منيف الحربي

TT

يتعلق النصراويون كثيرا بماضيهم الذهبي، ويزخرفون حاضرهم بألقاب وذكريات جميلة، لكن هل التعلق والذكريات المزخرفة كافية لإعادة المجد والبريق؟

الواقع أن الحكم على الفريق الحالي بمعزل عن سنوات اليباس فيه تجن وقفز على الحقيقة، لأن وقوع ناد بحجم النصر في مطب التراجع يضعه أسيرا لحالة انتكاس صعبة تتأزم معها الأمور وتجعل النفق بلا نهاية ولا بصيص ضوء، وهو ما حدث تماما، حيث صارت المشكلة ذات أبعاد معقدة بدا معها وكأن الخروج أو الرجوع هو نتيجة مستحيلة.

إدارة الأمير فيصل بن عبد الرحمن جاءت وسط ظروف صعبة، حاولت جاهدة في لملمة الشتات، ومعالجة التراكمات، وكان للتناغم المميز بين شخصيتي الرئيس ونائبه الأمير وليد بن بدر دور كبير في عملية الإنعاش التي تطلبت جهدا فائقا، وقدرا خارقا من الصبر والتحمل.

تدريجيا.. تم الانتقال للمرحلة الثانية المتمثلة في إدارة الأمير فيصل بن تركي، ومع أن هناك إيجابيات تحققت، إلا أن (القصور الذاتي) الذي عانت منه هذه الإدارة جعل هناك سؤالا معلقا يبحث عن إجابة، وكان من المحير أن السؤال غاية في البساطة.. ولأن السلبيات لم تتغير فضل الكثيرون الصمت أو الابتعاد، بينما بقي التعليق الأفضل متمثلا في (ولم أر في عيوب الناس عيبا....)!!

هذا العيب هو الذي جعل النصر يدخل مباراته غدا أمام باختاكور الأوزبكي (بل يدخل البطولة الآسيوية) بحظوظ غير مطمئنة، وقد كانت الصورة واضحة أمام مسؤولي النادي منذ وقت مبكر، تحديدا قبل فترة التسجيل الشتوية التي كان من الممكن أن توظف لرتق الثغرات الدفاعية الواضحة، لكن المأزق المادي الدائم حال دون ذلك.

غدا، يبدأ نصر آسيا تحليقه في مدار آخر لم يحلق فيه منذ سنوات، ويبدأ محبوه رسم آمالهم المزخرفة بذكريات جميلة، والواقعية تفرض تعاملا حذرا مع تصفيات المجموعة على أن يكون الهدف المبدئي هو التأهل، ثم انتظار العبور للمرحلة التالية التي ربما ساعدت طبيعة مبارياتها بالتقدم للدور ربع النهائي، ولتكون فترة الصيف فرصة نحو تدعيم الفريق بعناصر تلائم شراسة المرحلة.

إذن مباراة الغد، ليست مجرد ثلاث نقاط، هي عنوان عريض لمرحلة جديدة يأمل مسيرو النادي أن تكون مرحلة الإنجازات، لا الذكريات..!!