حملة علاقات عامة لتجميل وجه العريني وزملائه

موفق النويصر

TT

لا تكاد تنتهي مباراة يقودها الحكم الدولي فهد العريني، حتى تثار حول قراراته الكثير من الأسئلة، بعضها قد يكون صائبا، والبعض الآخر يجانبه الصواب.

آخر هذه الأحاديث ما ذكره المهندس عبد العزيز العفالق رئيس نادي الفتح بعد مباراة فريقه مع الهلال، ضمن الجولة 18 من دوري «زين»، عندما شكك في صحة الهدف الهلالي الثاني، على اعتبار أنه سجل في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع، على الرغم من أن حكم اللقاء احتسب 4 دقائق فقط في الشوط الثاني.

الغريب أن الإعلام الرياضي، كعادته دائما، تلقف حديث العفالق دون التأكد من دقته، فانزلق في فخ التشكيك في قرارات الحكم، رغم التطور الكبير الذي شهده أداء العريني وغيره من الحكام السعوديين في المباريات الأخيرة بعد فترة التوقف الطويلة للبطولات المحلية.

في تقديري الشخصي ما ميز العريني في هذه المباراة هو حالة الهدوء التي كان عليها في اللقاء، كتلك التي كان عليها زميله خليل جلال في مباراة الهلال والأهلي، ضمن بطولة كأس ولي العهد، مما زاد من تركيزه في المباراة ودقة معظم قراراته، مع عدم إغفال بعض الاحتكاكات التي كانت تتطلب تدخله الحازم تجاهها.

أما بالنسبة للهدف القضية، كما يسميه المتأزمون من الفوز الهلالي، فكان في الدقيقة 94 و53 ثانية، في حين أن الوقت المحتسب بدل الضائع كان 4 دقائق، فمن أين جاءت الدقيقة الإضافية؟

وهنا غاب عن البعض أن علاج لاعب الفتح الذي اصطدم بلاعب الهلال محمد نامي أثناء الوقت بدل الضائع، استغرق دقيقة و33 ثانية، ما يعني توقف اللعب خلال هذه الفترة، ليكون إجمالي الوقت بدل الضائع الجديد هو 5 دقائق و33 ثانية، وهو ما احتسبه حكم اللقاء.

المشكلة أن الموقف من العريني وغيره من الحكام السعوديين أصبح «شخصيا» أكثر منه «مهنيا»، حيث سمعنا بعض مسؤولي نادي النصر من يستنكر إسناد مباراتهم مع التعاون للعريني، بعد أحداث مباراة الاتحاد والفيصلي.

وهنا أتساءل ماذا سيكون قولهم لو كان لقاؤهم مع أحد الفرق الكبيرة، طالما أن اعتراضهم على العريني كان وهم يقابلون أحد فرق المؤخرة، مع يقيني أن العريني لم يكن سيئا في مباراة الاتحاد والفيصلي، فالكروت الملونة التي نالها الفريقان كانت مستحقة، ومعظم قراراته كانت سليمة.

شخصيا أعتقد أن معظم أخطاء الحكام السعوديين لا تختلف كثيرا عن أخطاء نظرائهم الأجانب، ولكن ما يميز الحكم الأجنبي أن أخطاءه ليست تراكمية لدى الشارع الرياضي، وبالتالي فهو لا يحمل منه موقفا مسبقا.

لذلك أقترح على لجنة الحكام أن تعمل حملة علاقات عامة لتحسين صورة الحكم السعودي لدى اللاعبين والإداريين ومن ثم الشارع الرياضي، من خلال إقامة ورش عمل تدعى لها هذه الفئات، للوقوف على تقييم الحكام، والسماع منهم عن مبرراتهم حيال بعض القرارات التي اتخذوها أثناء المباريات، كما لا يمنع من دعوة الحكام إلى معسكرات الأندية واختلاطهم باللاعبين والإداريين، لإذابة حالة الجليد الموجودة بينهم، بما يصب في نهاية الأمر في صالح الكرة السعودية.

[email protected]