«للهلاليين»: آسيا لا تريد اعتذاركم!

هيا الغامدي

TT

معروف أنه متى ما وجدت الأعذار والمبررات من البداية فعندها يجب أن نتوقع.. الإخفاق! ومن جملة الرباعي السعودي الذي خاض افتتاحية الاستحقاق الآسيوي مُني الهلاليون بخسارة غير متوقعة على أرضهم وبين جماهيرهم 1/2 أمام ممثل إيران سيباهان، فالفريق البطل الذي يقدم عروضا لا يشبهها شيء في الدوري المحلي، ويمتلك جملة أجانب كانت تمثل له علامة فارقة إلى وقت قريب.. اختفى وضل الطريق، فبصراحة مستويات الأجانب عدا واحد أو اثنين لم تعد كذلك! بل هي عادية وأقل من ذلك، ففيلهامسون مثلا يدور حول نفسه ويضيع الكرات ولا يلعب بتركيز، والمحترف العربي أحمد علي لم نشعر حتى الآن بأن لديه من الإمكانات والحلول الفردية ما يميزه عن باقي العناصر، ليست الأساسية فقط بل حتى «الرديف»، فتحركاته خاطئة وكراته عشوائية، وتبحث عن «بركة إلهية» تحول الكرة للشباك. أووه قوول! يا رباااه

برأيي وإن لم يعجب، الإدارة الهلالية لم تخفق في التعاقد مع هذا اللاعب فقط، بل إنها تكابر وتنتظر معجزة تجعله عنصرا إيجابيا وبديلا استراتيجيا لتعويض غياب عناصر افتقدها الهلال مؤخرا! يا سادة، الهلال بحاجة إلى مهاجم ينهي الهجمة بشكل محترف ومهني ومن أنصاف الفرص وبشكل يفيد معه الفريق!! وبرأيي أيضا أن هناك حالة عطل في ذهنية المحترف «العربي» بالذات، فحينما يفشل في وضع الحلول الإدراكية لفريقه يلجأ إلى سياسة الاحتيال على اللحظة، وبعيدا عن «الحرفنة» وبطريقة قريبة من «الفهلوة» أو العنجهية بعيدا عن التركيز والانتباه والتوقيت المتزامن مع الكرات المتاحة التي يظهر عندها تأثير الدعم الفني والذهني والنفسي، والتعامل مع الفرص «بجنتلة» في حقيقتها «جدعنة» على مستوى فهم البعض!!

الكل مع إخفاق الأزرق يرمون باللائمة على «اللاعبين»، والمتاهة تدور وترمي بالإخفاق عليهم، وكالديرون يتعذر بغياب الأساسيين، وأتساءل: منذ متى والأرجنتيني يعتمد على الأساسيين فقط؟!! فمعروف أن كالديرون المدرب الذي يعطي الفرصة والأفضلية والدعم للعناصر الشابة!! اللاعبون يعتذرون هم كذلك عن إخفاق لا يعلمون عنه شيئا!! عجبا من ذلك والعجب من مدرب يرى بالإخفاق رحمة البداية عطفا على زمنيته، وبرأيي الشخصي أن البداية دائما ما تكون مرآة للقادم ومؤشرا دالا دلالة واضحة على باقي سيناريو المشوار، ومع ذلك سيبقى «التعويض» مطلبا، خصوصا من فريق كبير ومعروف في الساحات الآسيوية.

لقاء الغرافة القطري سيكون هو المحك، ومفترق الطرق الحقيقي، وعلى الهلاليين أن يبدأوا من الآن على تجهيز فريقهم للقاء المقبل في دوري أبطال آسيا، عودة الروح واستخدام سياسة «العصا والجزرة» مع اللاعبين، والمصارحة بكل عوامل القوة والضعف، أساسيات يجب أن تنتبه إليها إدارة الفريق، بدلا من سوق عبارات الاعتذار والندم على ما فات، والضرب على وتر اللاعبين سياسة مأكول خيرها، كوننا ندرك تماما بأن للإخفاق كما الفوز ألف أب وألف نسب، وألف تحية وسلام للاتحاد السعودي الذي شرف الكرة السعودية أمام بيروزي الإيراني. اعذروني للمقاطعة، أحببت أن أفرح فقط!!

[email protected]