أكتب هذه السطور قبل انعقاد الاجتماعات الطارئة لاتحاد اللجان «الأولمبية» العربية الوطنية والاتحاد العربي لكرة القدم لبدء مرحلة جديدة من خلال قيادة جديدة، آملا أن تكون المرحلة الجديدة مختلفة من ناحية الخطوات التطويرية والعمل على رفع شأن الرياضة العربية.
وكنت تحدثت مرارا عن مسؤوليات الاتحاد العربي لكرة القدم وطالبت بضرورة رعاية وتحسين أطراف اللعبة وعدم التركيز على تبني واحتضان المسابقات فقط. والحقيقة أنني أرى أن كرة القدم العربية، على وجه التحديد، ليست بحاجة إلى مزيد من المسابقات في ظل ازدحام البرامج وكثافة البطولات المحلية والدولية بقدر حاجتها إلى البرامج التطويرية والندوات والدورات التي من شأنها رفع مستوى كافة أطراف المنظومة التي تشمل الإداريين والمدربين والحكام والإعلاميين.
أما في ما يتعلق بالألعاب الرياضية التي تنضوي تحت لواء اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية، فهي أكثر حاجة إلى استمرار مسابقاتها وبطولاتها، على اعتبار أن الحضور العربي في كافة الألعاب عموما ضعيف، ومن شأن هذه المسابقات على مستوى المنتخبات والأندية أن تسهم في رفع المستويات بشكل عام.
قبل أيام انتهت بطولة الأندية العربية للكرة الطائرة، التي انتهت بفوز الهلال، وكانت البطولة ناجحة بلا شك، نجحت تنظيميا وفنيا، وبالأمس بدأت البطولة العربية لكرة اليد على مستوى الأندية في ضيافة نادي الوحدة بمكة.
مثل هذه البطولات.. لا بد أن تكون مفيدة لأنها أفضل وسيلة لاكتشاف النجوم وتعويد الفرق العربية على كيفية خوض المنافسات على أمل أن يكون حضورها جيدا قاريا ودوليا.
عندما تعاني بعض المسابقات العربية من ضعف المشاركة وعدم الجدية وضعف الدعم المالي، علينا أن لا نتضايق وأن نحكم على الاتحادين الرئيسيين وعلى الاتحادات العربية «النوعية» بالفشل لأن مسؤولية التطوير - في ظني - أهم بكثير من مجرد تنظيم البطولات أو المسابقات.
لا ضير في توقف المسابقات وفي تخلف بعض الدول أو الأندية عن المشاركة وإهمالها لهذه المسابقات، ولكن من المهم أن نحتضن ونرعى الدورات «العالمية» المكثفة التي تطور جميع أطراف الألعاب الرياضية، خاصة ودولنا العربية تعاني كثيرا إداريا وتحكيميا وتدريبيا وإعلاميا.
من المهم جدا أن يهتم الاتحاد العربي لكرة القدم بالمسابقات والبطولات الودية التنشيطية تحت مظلته، وليس شرطا أن يكرس الاتحاد ويضع نصب عينيه ضرورة تنظيم بطولات «موسمية» على أنها بطولات رسمية يجد الاتحاد نفسه محرجا فيها نتيجة عدم الرغبة في المشاركة من قبل بعض الدول.
البطولات التنشيطية تحت مظلة الاتحاد، بغض النظر عن عدم استمراريتها مطلوبة، وهي عندي مهمة جدا إلى جانب رعاية المدربين والحكام والإداريين والإعلاميين.