زنقة يا دنيا زنقة

عبد الرزاق أبو داود

TT

«الزنقة» في اللغة هي الضيق أو الحرج الشديد أو الزقاق، وهو الممر، أو الطريق، أو السبيل، الضيق جدا، أو المسلك الصغير.. أو هي تجاوزا الازدحام اللفظي أو المادي الشديد الوعر.. أو هي شيء من هذا وذاك كما نزعم.. و«المزنوق» كذلك هو الإنسان العالق أو المتورط في مشكلة أو قضية أو موقع شديد الخطوب.. صعب المنقلب.. كثير «التشعيبات».. وقد يكون المزنوق هو الواقع في إشكالية أو مشكلة ولا يجد مخرجا أو صرفة أو حلا معقولا مقبولا.. وعلى رأي «العقيد» ذي الرأي غير «السديد»، ولا أحد غيره لا قبله ولا بعده، فإنه يجب التفتيش والتقصي والبحث عن «المزكومين» أو «المهلوسين» من الشباب «المغرر» بهم أو الصبية «المخدوعين» أو الكهول «المكبوتين»، الذين اتبعوا كل ناعق، كما يتوهم.

وربما الرياضيين أنهم تورطوا معه ذات «خطاب».. وغيرهم، وفي أي «زنقة» كانوا هم عالقين أو متورطين، فلا فرق.. سواء كان أحدهم مزنوقا أو ملخوما أو ضربت معه، ولا حول ولا طول له، كما هي حال العقيد «الوطيد»، الذي يرغي ويزبد ويهدد يمينا وشمالا.. ضرورة وأهمية البحث عنهم للتعرف على إمكانية أن يكون أحدهم مزنوقا ويحتاج إلى دفع رباعي يحرره مما هو فيه.. لعل وعسى أن يجد راحة ما!

ويبدو، والعلم عند الله، سبحانه وتعالى، أن «المزنوقين» رياضيا على الأقل هم كثر في أنديتنا العربية القريبة والبعيدة.. فناد مزنوق في مدربه ولا يستطيع فسخ عقده، خوفا وتوجسا من الشروط الجزائية ومقدم العقد أو ردة فعل الجمهور أو الصحافة.. وآخر مزنوق برئيسه ويخشى إن هم طالبوه بالاستقالة أو التنحي (حلوة التنحي على الموضة) أن يفاجئهم بديون ومطالبات مزعجة لجهات كثيرة.. وهذه لم تعد ممكنة، وعلى بعض الرؤساء أن يتوخوا الحذر والحيطة؛ فما فات فات والقادم غير ما فات.. وثالث مزنوق في استكمال تسديد مقدمات عقود عدة لاعبين محترفين أجانب وسعوديين، سواء كانوا لاعبين جيدين، أو مقالب كما يتندر الجمهور والصحافة ورواد الفكاهة السوداء على الشبكة العنكبوتية. وناد رابع تورط في إداريين وعدوا بالدعم بالملايين قبل ترشحهم لعضوية مجلس الإدارة، فلما تسلموا المناصب وتمرغوا بالشهرة والانتشار الإعلامي والتلفزيوني، اتضح جليا أنهم لا يحضرون إلى النادي أو المباريات إلا عندما تكون هناك مناسبة مهمة يحضرها ويغطيها الإعلام، «لزوم» الظهور والصور واللقطات والأضواء.. فلا تبعة أو مسؤولية إلا عبر الجولات.. ولم يرهم اللاعبون إلا في بداية الموسم عند انعقاد الجمعيات العمومية وتسلم المناصب.. وبذل الوعود الوهمية بالدعم والتواجد.. وأندية «تورطت» في بعض أعضاء شرف وعدوا بالدعم بالملايين.. ملايين سراب.. أصبحت كتوهمات «العقيد»، أو ملك ملوك أفريقيا، وقصصه الطريفة مع الكفاح الشعبي والزحف الجماهيري الوهمي، والشعارات الطنانة الفارغة.. أو بالأحرى شبيهة بخطاباته المطولة المملة التي تقول الشيء، أو لا شيء، وضده في وقت واحد.. عافانا الله وإياكم مما ابتلي به بعض قادة كبدوا شعوبهم الأمرين.