مشكلتنا.. في الاختيار!

عادل عصام الدين

TT

قرأت أن رئيس نادي نجران مصلح آل مسلم شن هجوما عنيفا على الحكم فهد المرداسي ورئيس لجنة الحكام عمر المهنا عقب الأحداث التي آلت إليها مباراة نجران والتعاون؛ حيث أشار رئيس نجران إلى أن الحكم المرداسي يميل للتعاون، بل إن آل مسلم اتهم المرداسي بتدريس أبناء أعضاء شرف التعاون، كما أنه يرتاد إحدى الاستراحات «التعاونية».

وبغض النظر عن صحة هذه العلاقة من عدمها، أو مدى نجاح المرداسي في قيادته للمباراة من عدمه، أعود وأطالب مجددا بضرورة الحرص على اختيار الحكام. وكنت قد تناولت في كل ما كتبته عن الشأن التحكيمي في ملاعبنا أن أكبر مشكلة هي سوء اختيار الحكام؛ حيث إن كل لجان التحكيم التي عرفناها لم تكن تقدر أهمية وضع «الحكم المناسب في المباراة المناسبة».

الحقيقة أن سوء الاختيار يؤثر كثيرا على مبارياتنا، وحين أتحدث عن هذه النقطة تحديدا أحاول التغاضي عن مسألة الكفاءة أو مقدرة الحكم ونجاحاته، كما أنني لا أتهم حكما معينا بعدم النزاهة، بيد أن مسألة الاختيار تعتبر في نظري مهمة، وما أكثر ما طالبت بضرورة مراعاة حسن الاختيار على غرار ما تفعله الدول المتقدمة كرويا. أعرف أن الدقة عامل مهم جدا في اختيار «الحكم المناسب للمباراة المناسبة» بغض النظر عن الكفاءة أو الخبرة.

لا أعرف لماذا تصر لجان التحكيم عندنا على العناد وعلى فرض رأيها وعدم الالتفات لهذه النقطة التي أرى أنها جديرة بالاهتمام.

يشعر المتابع، وهو يتابع اختيار حكام المباريات في «دورينا» وفي كل مسابقاتنا، أن تعيين الحكام لإدارة مباريات بعينها لا يخضع للدقة، وتتجاهل اللجنة ميول الحكم وخلفيته والمنطقة التي جاء منها. صحيح أننا يجب أن ننزه حكامنا ونؤازرهم ونبعدهم عن الشبهات، وصحيح أن الثقة يجب أن تكون هي شعارنا، والمبدأ الذي ننطلق منه في التعامل معهم من دون أن ننظر إلى الفريقين المتباريين، ومع ذلك أقول: وما المانع من العمل على تفادي الإحراج وإراحة الفريقين باختيار حكم لا علاقة له بالطرفين قدر الإمكان؟

قبل سنوات.. جاءنا مدرب عالمي وشهير، وكان هذا المدرب حريصا قبل كل مباراة على السؤال عن «تاريخ» الحكم، وقد فوجئ قبل إحدى المباريات بأن حكم المباراة جاء من المدينة نفسها التي جاء منها الفريق المنافس، فما كان منه إلا التعبير عن استغرابه وسخطه، مؤكدا أن مثل هذا الإجراء لا يحدث في أوروبا؛ حيث يتم اختيار حكم المباراة بدقة متناهية.

إنني أرجو من الخبير، الحكم الدولي السابق، الصديق الخلوق عمر المهنا، الاهتمام بهذه النقطة لتفادي الإحراج، لا سيما أنه يواجه طلبا متزايدا بالاستعانة بالحكام الأجانب مع حرصه مثل سابقيه على تبني واحتضان وتشجيع الحكام الوطنيين. علينا أن نشجع حكامنا.. ولكن السؤال: لماذا نحرج أنفسنا بسوء الاختيار؟!

هناك قائمة من الحكام الجيدين.. فما الذي يمنعنا من تمضية وقت أطول لكي نكون أكثر دقة، وحرصا على اختيار الحكم المناسب للمباراة؟!

[email protected]