من يتمتع بالمهارة ومن لا يمتلكها

فرانكو ارتوري

TT

لقد وصل الفارق في النقاط، أول من أمس، بين فريقي الميلان (المتصدر) ويوفنتوس (صاحب المركز السابع) إلى 20 نقطة، وقد شاهد الجميع ذلك في الملعب الأولمبي بمدينة تورينو. لقد تعين فحسب على الميلان خلال المباراة الانتظار بكسل بعض الشيء في حصد فوز أساسي بالنسبة إليه. وإنه لمن المؤلم مهاجمة اليوفي، ولا تسبب كتابة ذلك السعادة، لأن هذا الفريق يعد إرثا وثراء لكل الإيطاليين. ولكن في مثل هذه المواقف يحتاج الأمر فقط إلى إدراك كامل للحقيقة: وهي أنه ليس هناك تقريبا شيء لإنقاذه.

اليوفي فريق يعاني من الفوضى، ومحبط في معنوياته، ويصعب التعرف عليه من ناحية النسيج الخططي، وغير قادر على إنتاج الخطورة والالتزام أيضا، للأسف، داخل الملعب. إن متوسط المهارة في هذا الفريق بعيد للغاية عن المعدل المرجو: فالمواجهة مع لاعبي فريق الميلان القادرين على المراوغة كانت محرجة؛ فقد قام فريق يوفنتوس بتسديد كرة واحدة تجاه المرمى، فضلا عن حفنة من الكرات الثابتة التي أهدرت، بالإضافة إلى تكدسين داخل منطقة جزاء الميلان. وكان الانطباع السائد هو غياب رد الفعل القوي من جانب لاعبي يوفنتوس بعد استقبال شباك الفريق لهدف غاتوزو في الدقيقة 23 من الشوط الثاني. وفي تلك اللحظة، على العكس، فقد الفريق اتصاله مع نفسه ومع مقاعد البدلاء بالخارج. ولم ينجح ديل نيري، مدرب الفريق، في علاج هذه المشكلة، حتى من الناحية النفسية، الأمر الذي يستحق الوقوف على أسبابه.

ربما سيكون بلا رحمة إطالة الحديث عن مساهمة مارتينيز ومارتري ولوكا توني وماركيزو وتراوري وسورينسين في هذه الخسارة، أو الوقوف على إشراك ديل بييرو قبل 13 دقيقة من نهاية المباراة، ولكن عندما تتراكم المصائب على الحدود التقنية لتخفي أسفل منها كل شيء بطبقة من الغبار الرمادي والاستسلام، ينبغي أن يكون هناك تأمل عميق لجميع الجوانب التي يقوم عليها الفريق. ومن الصعب للغاية هذا الموسم القول بإمكانية القيام بتصويب جزئي لهذا الفريق. ولكن يحتاج اليوفي في الموسم المقبل، بالفعل، إلى لاعبين يتمتعون بالمهارة (بدءا من خط الوسط) ومرونة فنية واعتزاز بالنفس وحسم.

وعلى الجانب الآخر أتم لاعبو الميلان رسالتهم خلال ذلك اللقاء دون إظهار خطورة خاصة، متلائما بذلك مع النغمات الصادرة من الفريق المنافس. فالسيادة لفريق الميلان كانت ساطعة منذ الدقيقة الأولى حتى النهاية، غير أن القدر رغب في منح غاتوزو أول هدف له في الدوري المحلي منذ ثلاث سنوات على حساب اليوفي، وحتى لا يترك الميلان في تورينو نقطتين.

لقد نعس فريق الميلان، في الواقع، طويلا خلال هذا اللقاء، وافتقد الشراسة والحسم في إنهاء الهجمات: وكان أليغري، مدرب الميلان، دائما ما يصرخ في لاعبيه طوال المباراة. لن يكون كافيا دائما إرسال كرة طويلة إلى إبراهيموفيتش، لاعب الميلان، في مقابل إضاعة ست من الفرص التي من المحتمل أن تكون خطيرة. كان الأمر، حقا، كافيا في تورينو خلال المباراة أمام اليوفي، حتى وإن كانت السيطرة كاملة على المباراة، والرسالة كانت واضحة إلى فريق الإنتر. إن فريق نابولي ونظيره يوفنتوس، في الواقع، لم ينجحا في خدش الفريق متصدر جدول الدوري الإيطالي، الذي يلعب لصالحه نجم فذ آخر لا يتم الحديث عنه كثيرا اسمه تياغو سيلفا.