ابدأوا من الآن!

مساعد العصيمي

TT

أستميح القارئ الكريم العودة إلى مقال «الحقوق الضائعة.. مسؤولية من؟!»، وهو الذي تمت كتابته الشهر الماضي.. ليس إلا أن ردودا كثيرة قد غشت هذا الموضوع. وسعادتي حضرت من أن كثيرين يرون أن من الواجب أن ينظر إلى هذا الأمر بعين الجدية.. خاصة الاتحاد السعودي لكرة القدم.. بسبب أن إهمالا قد تلبس العلاقة بين اللاعب وناديه.. وسط عدم جدية من المؤسسة الرياضية، ومع القيمة العالية للمشاركات إلا أنني أستكثر على البعض الرمي بما ليس محل نقاش.. كان يشير أحدهم إلى أن حجم الأموال الكبيرة التي يأخذها اللاعبون جديرة بأن تجعلهم يتنازلون عن بعضها.. وأقول يتنازلون عن بعضها بمحض إرادتهم لأنها حق لهم.. لا تسويفا ومماطلة من النادي.

ما علينا من ذلك، لكن ما أود أن أركز عليه في هذا المقام يخص رسالة أرفعها إلى الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل.. متأملا أن يتوافق حفظ حقوق المنتمين إليها مع انطلاقة ترؤسه لهذه المؤسسة الكبرى، لأنه ليس هناك أهم من الحقوق سواء ما ذهب إلى الحقوق المالية أو المعنوية لكل المنتمين، وأذكر هنا بمكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فكم من مدرب وطني لم يستلم حقوقه، وفي ذلك ليست هناك أي مبالغة، فقط أتمنى من المسؤولين الكبار أن يبحثوا في هذا الأمر ليجدوا كم من حقوق قد انتهكت وكم مرة صمت أصحاب القرار على ذلك؟ أيضا الحقوق المعنوية والاعتبارية، فلا أشد من أن يطال أحد المنتمين للشأن الرياضي ما لا يسره ولا يرضاه دون أن ينال حقوقه. على الرئاسة أن تكرس هذا الأمر وتبدأ العمل به كأولوية ولا شيء قبلها، لأن الحقوق أهم جانب في العملية التنظيمية ولا علينا من أولئك الذين «استملست جلودهم» على الانتقاص من الآخرين، فليكن عامنا هذا عنوانا لرفضهم بل والعمل على إبعادهم من الوسط الرياضي، أما من يتهم الأندية والمؤسسة الرياضية جزافا، فأحسب أن الرئاسة العامة تغفل ذلك كثيرا. فهل هناك أشد ممن يتهم العمل بالتحيز أو يطال المنتمين لهذه المؤسسة بعبارات التشكيك والفوضى، هذا حصل ويحصل دون رادع أو حتى صوت رافض، منها اتهامات بالتحايل ولوي القرارات واستمالة الحكام، وغير ذلك والمؤسسة الرياضية صامتة تتفرج، ليس إلا لأنها لا تريد صداعا أو يبدو أنها غير قادرة على أن تكون حكما وقاضيا ومنفذا.

وأزيد بأن علينا أن نبدي اهتماما أكبر بهذا الوضع من حيث إعادة النظر في القرارات والقوانين واللوائح وتطوير صياغتها كي تتناسب مع عصر العمل الرياضي المنظم «الاحتراف» الذي هو لغة الرياضة الآن في العالم.

يجب أن نقوي أساس العمل ونفرض الكيفية التي يجب أن يكون عليها الوضع الرياضي، ناهيك عن أن مثل ذلك هو الأساس، ثم الامتداد لأهداف من يريد رياضة متفوقة.

[email protected]