معرض الرياض .. وكتاب سالم مروان !

منيف الحربي

TT

كانت تراودني فكرة تأليف كتاب عن النجم الكبير سالم مروان، كتاب بسرد أدبي يليق بمستوى الحارس الرائع فنياً، ويتماس بشكل إبداعي مع مأساته الإنسانية، التي واجهها برباطة جأش، وإيمان عميق، وابتسامة مضيئة.

سالم مروان لم يكن حارس مرمى فريد واجه مشاكل وشمسه الكروية تتجه للمغيب، بل كان أيضاً شخصاً مؤمناً وهو يواجه كارثة إعاقته (إثر حادث مروري) بصبر واحتساب، ثم تلا ذلك بفترة بسيطة وفاة ابنه البكر إثر حادث مروري أيضا، ومع أنه يتمدد منذ ما يقارب الـ 15 سنة أسيراً لسريره في مستشفى النقاهة، إلا أنه في المرات التي ظهر بها، كان أبرز ما يميزه ابتسامته المشعة بالرضا والطمأنينة!.

فكرت جدياً بوضع كتاب عن مروان، بعد أن اطلعت على معلومات حول كتاب يروي سيرة اللاعب المجري الراحل بوشكاش، والذي بقي في إحدى المستشفيات سنوات طويلة، وقد بدأت بالفعل في وضع الخطوط العريضة للكتاب وتفاصيله وصوره، على أن يكون ريعه بالكامل لصالح سالم وأسرته، غير أن الوقت أخذني ومع كثرة الارتباطات والتأجيل ظلت الأوراق على وضعها حتى الآن، ولازلت أمني النفس بإكمالها إنصافاً لاسم يستحق، وتسطير لنموذج مبهج، وممارسة لعمل إبداعي!.

أسوق هذه الكلمات كمدخل لموضوع اعتدت طرحه في مثل هذا التوقيت من كل عام، تزامناً مع معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي أضحى أحد المعالم الثقافية للعاصمة، وواحد من مناسبات الوطن التي ينتظرها الملايين كل سنة، والسؤال الذي يكرر نفسه: أين الكتاب الرياضي السعودي؟.

تعودت في كل زيارة للمعرض أن أبحث (في حاسبات المعرض ) عن موضوعين: الرياضة، ثم الطيران، ودائماً ما تكون النتيجة متشابهة، غياب نهائي إلا ما ندر!.

أعرف أن هناك ( خارج المعرض ) مؤلفات لأسماء مثل محمد القدادي، وأمين ساعاتي، وعثمان مالي وغيرهم، لكن معظمها ينحصر في خط ضيّـق مع كل الشكر والتقدير لجهودهم .. إنني أتطلع لرؤية سير نجوم مكتوبة باحترافية عالية، أبحث عن تجارب أسماء إعلامية مثل محمد الدويش، وتركي الناصر، ومحمود تراوري، ومسلي آل معمر، وآخرين ، وأتمنى لو كان هناك على سبيل المثال مؤلف للدكتور صالح بن ناصر عن تجربة الاحتراف السعودي، أو كتاب يحكي مشاغبات الثنيان داخل الملعب وخارجة برؤية تفلسف أسلوبه العفوي الجميل في قالب إبداعي شيّـق، أو عن أسطورة ماجد عبدالله كظاهرة تجاوزت إطار الرياضة إلى تشكيل ظاهرة اجتماعية!.

هناك في كل المواقع أسماء عديدة مرت بالعمل الرياضي، ولديها مخزون هائل، وتجارب ثرية تستحق التدوين، وأن تقدم للمهتمين وللتاريخ ، لكنها تمضي مع الأيام دون أثر .. فإلى متى يغيب الكتاب الرياضي، وعلى من تقع مسؤولية هذا الغياب الموجع.