لماذا يتمنون فوز النصر.. اليوم؟!

مساعد العصيمي

TT

كتبت غير مرة عن تمني منتمين كثر إلى الكرة السعودية فوز أي فريق ذي سجل متواضع على فريق صاحب إنجازات وبطولات كثر، والسبب أن الغيرة ومعها العاطفة تنبريان كثيرا لنصرة الأقل إنجازا.. وعليه لم أستغرب كثيرا توالي القراءات الإعلامية من مشارب كثر تتمنى أن يفوز النصر الليلة على الهلال.. أؤكد هنا أن مثل هذا الأمر طبيعي، بل وليس خاصا بنا، بل هو فعل ونسق عالمي يتكاتف كثيرا ضد صاحب الإنجازات الأكثر. في مصر يحدث ذلك ضد الأهلي المصري، في إنجلترا عانى ليفربول كثيرا، والآن الدور على مانشستر يونايتد، أما في إسبانيا فريال مدريد هو النادي الذي يتمنى مشجعو الفرق الأخرى سقوطه، ليس إلا لأنه الأكثر إنجازا، حتى وبرشلونة يزحف باقتدار لتجاوزه أفضلية خلال الأعوام الأخيرة.

الاتفاق بين جماهير العالم على هذا التوجه ليس فقط بتمني الفوز، بل وبما يذهب إلى محاولة التشكيك في الإنجازات. والأهلي المصري عانى كثيرا من ذلك، وهناك من استمرأ وصف الحكام بالمساندين له دائما، ولتتأكد فقط اسأل إسماعيلاوي أو زملكاوي ليؤكد لك ذلك، حتى وإن سألته عن نجوم الفريق الأحمر فهو يرى أنهم الأفضل لكن غيرة التفوق هي السبب.

واللافت أن خطاب الأهلي المصري كما خطاب الهلال كما هو من لدن السير أليكس فيرغسون وهم يشيرون إلى أن هناك إعلاما يضغط على الحكام لكي «يقسوا على فريقنا». وأحسب أن ترديد مجاملة الحكام الدائمة للمتفوقين سبيل للبحث من لدن الخاسرين عن أسباب لكي يبرروا لأنفسهم عند جماهير ناديهم أسباب إخفاقهم، وليس هناك أقرب من ادعاء مسوغ الدعم سواء من الاتحاد المحلي أو من خلال حكامه ولجانه!

والمثير للاستغراب محليا أنك بعد كل بطولة للمتفوق تسأل محللا أو مدعيا عن أفضل اللاعبين والمدربين، بل وعن أفضل عمل إداري فيبادرك أنهم لدى الرابح، وحين تسأله: «فلمَ تشكك؟» تجد أن مبرراته تسقط. هو يريد انتقاصا ولا عليه إن أخفى الحقيقة!

لن أطيل بما بدأت به، لأدخل أجواء لقاء الليلة المثير لأشير إلى أن الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها أن الهلال هو المحور عبر تاريخ التنافس الكروي السعودي، ففي البدء مع الوحدة ثم مع النصر والأهلي وتارة مع الشباب وأخيرا هو من يقف مع الاتحاد، وهنا لا ننكر على النصر تاريخه كمفضل بدأ يستعيد عافيته، لكن يظل وفق الحسابات والحضور والسجل البطولي أقل بكثير مما لدى جاره الأزرق، لكن هذا لا ينفي أن التفضيل الفني اليوم غائب الملامح، فالثبات العناصري والإجادة التدريبية جميعها لم تتضح من كليهما، ناهيك بأن التراكم الأدائي عبر جولات دورية سابقة ساوى في نسب الترشيح.

ما نتمناه أن نهنأ بتنافس مثير وعطاء أفضل، وبين هذا وذلك نهنأ بإسقاطات المتعصبين والمتوترين من كلا الجانبين، خصوصا في ما يذهب إلى نثر التوافه والادعاءات.

[email protected]